وكالة مصر الإخبارية للإعلام والإعلان | الخميس 09 يونيو 2022م وفق المصدر
روت طالبة نجت من حادث إطلاق النار في مدينة أوفالدي بولاية تكساس الأمريكية من خلال تغطية نفسها بدماء إحدى زميلاتها في الفصل، للكونغرس تفاصيل اللحظة التي قُتلت فيها معلمتها خلال المذبحة.
وقالت مياه سيريللو، البالغة من العمر 11 عاما: “قال لها ليلة سعيدة، وأطلق الرصاص على رأسها”.
وأضافت: “ثم أطلق النار على بعض زملائي”.
وأودى إطلاق النار في مدرسة ابتدائية بحياة 21 شخصا، من بينهم 19 طفلا، وجدد الجدل في الولايات المتحدة حول القوانين المتعلقة بحيازة الأسلحة.
وكثيرا ما تعثرت الجهود السابقة لتغيير اللوائح والقوانين الوطنية لمراقبة الأسلحة.
تحتوي هذه القصة على تفاصيل قد يجدها بعض القراء مؤلمة
وفي شهادة مؤثرة ومسجلة مسبقا أمام لجنة في الكونغرس حول العنف المسلح في الولايات المتحدة، تذكرت سيريللو تلك التجربة المؤلمة، التي بدأت بالنسبة لها عندما طلبت مُدرسة من التلاميذ الاختباء بعد رؤية الشخص المسلح.
وأطلق مرتكب الحادث، البالغ من العمر 18 عاما، النار على معلمتها، بينما اختبأ الأطفال خلف مكتبها وحقائب كتبهم.
أصيبت سيريللو بشظايا في كتفيها ورأسها، وتظاهرت بأنها ميتة قبل أن تستخدم هاتف معلمتها للاتصال بالشرطة على رقم 911.
وقالت: “اعتقدت أنه سيعود إلى الغرفة، لذا أمسكت بالدماء ووضعتها فوقي، وبقيت صامتة فقط”.
وقالت “لا أريد أن يحدث ذلك مرة أخرى”.
وقال والد الفتاة، ميغيل سيريللو، إن ابنته تعاني من صدمة مستمرة منذ وقوع الحادث.
وقال باكيا: “إنها لم تعد نفس الفتاة الصغيرة التي كنت ألعب معها. المدارس لم تعد آمنة بعد الآن. هناك شيء يحتاج حقا إلى التغيير”.
كما استمع المشرعون إلى والدي ليكسي روبيو، إحدى الطالبات اللائي قُتلن في حادث إطلاق النار في أوفالدي.
وقالت كيمبرلي ماتا روبيو: “في مكان ما هناك، تسمع إحدى الأمهات شهادتنا وتقول في نفسها إنها لا تستطيع تخيل الآلام التي نشعر بها. لكنها ستعاني يوما ما مما نعاني منه، ما لم نتحرك الآن”.
كما تحدث روي غيريرو، طبيب أطفال من أوفالدي، إلى اللجنة ليصف الإصابات القاتلة التي تعامل معها.
يتذكر ما حدث قائلا: “طفلان، تحطمت جثتاهما جراء الرصاص الذي أطلق عليهما، قُطعت رأساهما، وتمزق لحمهما، وكان الدليل الوحيد على هويتهما هو الملابس الكارتونية الملطخة بالدماء التي ما زالت تتشبث بهما”.
وأضاف أن النواب مثل “الأطباء وبلدنا مثل المريض”.
وقال للمشرعين: “نحن مستلقون على طاولة العمليات، وقد اخترقنا الرصاص مثل أطفال مدرسة روب الابتدائية والعديد من المدارس الأخرى”.
وأضاف: “نحن ننزف، لكنكم لستم هناك”.
جاءت هذه الشهادات في نفس اليوم الذي أعلنت فيه وزارة العدل أنها ستحقق في تعامل الشرطة الذي تعرض لانتقادات شديدة، مع إطلاق النار.
وفي أوفالدي، قال والدا اثنين من زملاء ليكسي روبيو في المدرسة – أنابيل رودريغيز وخافير لوبيز – يوم الأربعاء إنهما سيدفنان بجوار بعضهما بعضا في مقبرة محلية. وكان الطفلان، البالغان من العمر 10 سنوات، يحبان بعضهما بعضا والتقطت لهما بعض الصور معا خارج مدرسة روب الابتدائية قبل ساعات فقط من إطلاق النار.
وصوت مجلس النواب مساء الأربعاء لرفع الحد الأدنى لسن شراء البنادق نصف الآلية من 18 عاما إلى 21 عاما، وحظر مخازن الذخيرة عالية السعة.
لكن من غير المرجح أن يوافق مجلس الشيوخ المنقسم على هذا الاقتراح.
ويبدو أن عددا قليلا فقط من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الخمسين منفتحين على فكرة سن تشريع جديد بشأن الأسلحة، حيث يسعى الديمقراطيون إلى اتخاذ تدابير محدودة كحل وسط. ومن المتوقع أن يتوصل أعضاء مجلس الشيوخ إلى اتفاق نهائي بحلول نهاية الأسبوع.
وتشمل الاقتراحات التي تحظى بأكبر قدر من الدعم العام قانون “العلم الأحمر”، الذي يمنع الأفراد المصابين بمرض عقلي أو تاريخ إجرامي من شراء أسلحة نارية، وتوسيع نطاق عمليات التحقق من الخلفية على مشتري الأسلحة والتي من شأنها أن تشمل مبيعات الأسلحة الخاصة.
وجادل الجمهوريون في الجلسة بأن تحسين الأمن في المدارس – وليس السيطرة على السلاح – هو الحل.
وقال أندرو كلايد، عضو بالكونغرس عن جورجيا ومالك متجر لبيع الأسلحة، إن خدمته العسكرية علمته أنه “كلما كان هدفك صعبا، قل احتمال اشتباكك مع العدو”. كما دعا إلى تشكيل “قوة متطوعة من موظفين مدربين تدريبا جيدا ومسلحين” لمساعدة الضباط المسلحين المتمركزين بالفعل في المدارس.
وقالت شانون واتس، مؤسسة منظمة “الأمهات تطالبن باتخاذ إجراء”، التي تدافع عن مراقبة الأسلحة، لبي بي سي أثناء حديثها في تجمع حاشد في العاصمة واشنطن إن شهادة الناجين والدعوات العامة واسعة النطاق للتغيير يمكن أن تكون دعوة “قوية” لاتخاذ إجراء في هذا الصدد.
وقالت: “هناك تركيز على هذه القضية. عندما تكون هناك مأساة وطنية كحادث إطلاق نار، نرى أخيرا المزيد من الناس في أمريكا يقررون المشاركة في الأمر”.
المصدر: مواقع ووكالات منها نعيد النشر ونحفظ حق الناشر بالإشارة وامكانية الوصول