وكالة مصر الإخبارية للإعلام والإعلان | الثلاثاء 19 يوليو 2022م وفق المصدر
تشن نساء إيرانيات حملة للاحتجاج على قواعد الزي الصارمة المفروضة عليهن من خلال خلع الحجاب في الأماكن العامة ونشر مقاطع فيديو تصور قيامهن بذلك على مواقع التواصل الاجتماعي.
تقول سيدة إيرانية وهي تنظر إلى الكاميرا خلال المقطع الذي بثته على شبكة الإنترنت: “لا للحجاب الإلزامي! لقد قدت سيارتي متجهة إلى مقر عملي بدون ارتداء غطاء رأسي اليوم لكي أقول لا للقواعد.! حلمنا هو أن نكون أحرارا في اختيار ما نرتديه”.
وقد حث ناشطون حقوقيون النساء عبر جميع أنحاء البلاد على نشر مقاطع فيديو لأنفسهن وهن يقمن بخلع الحجاب في الأماكن العامة بالتزامن مع اليوم الوطني للحجاب والعفة الذي تحتفل به إيران في 12 يوليو/تموز من كل عام.
رغم أنهن بذلك يجازفن بالتعرض للاعتقال بتهمة العصيان المدني، إذ إنهن خالفن “قوانين الزي الإسلامي” المفروضة في البلاد.
سجلت نساء في شتى أنحاء البلاد مقاطع فيديو لهن في المتنزهات أو الشوارع أو حتى على الشواطئ وقد خلعن الحجاب، بل إن بعضهن كن يرتدين قمصانا صيفية وسراويل قصيرة.
في مقطع مصور تداوله آلاف الأشخاص، تسير سيدة على كورنيش إحدى الواجهات البحرية، تخلع حجابها وتتركه ليسقط على الأرض، ثم تدوسه بقدميها وتواصل السير.
في نفس اليوم، نظمت السلطات مسيرات عامة حاشدة لنساء يرتدين الحجاب للاحتفال بـ”الحماية الإسلامية” التي يوفرها لهن.
ونقل التلفزيون الرسمي احتفالية “الحجاب والعفة” التي تضمنت عرضا لسيدات يرتدين ثيابا طويلة فضفاضة بيضاء اللون وأغطية رأس خضراء، في رمز إلى اثنين من ألوان العلم الوطني.
وفي أفغانستان مذيعات بالحجاب
في غضون ذلك، انتشر بشكل كبير وسم حملة ترجمتها من اللغة الفارسية هي: “لا تعني لا، هذه المرة، لا للحجاب الإلزامي”، حيث روج له نشطاء وكذلك بعض الصحفيين والشخصيات السياسية المعارضة.
وانتقدت بعض النساء الرجال الذين يشغلون مناصب السلطة، وحمّلنهم مسؤولية تقييد حرياتهن الشخصية.
وقالت سيدة من شمال إيران في فيديو أُرسل إلى القسم الفارسي في بي بي سي، بينما قامت بخلع حجابها أمام الكاميرا: “إنكم تنظرون إلينا على أن وظيفتنا هي فقط خدمة شرفكم، على أننا ملكية شخصية لكم! تعتبروننا بشرا ضعفاء قابلين للكسر. تجبروننا على تغطية رؤوسنا بسبب عقدكم وانعدام ثقتكم بأنفسكم”.
ووفقا للقسم الفارسي في بي بي سي، اعتقلت السلطات ما لا يقل عن خمس سيدات نشرن مقاطع مصورة في إطار تلك الحملة الأخيرة.
وقد شاركت نساء إيرانيات يحاربن من أجل الحق في اختيار ارتداء الحجاب من عدمه في حملات مماثلة مستخدمات وسوم مثل #MyStealthyFreedom (حريتي المختلَسة) و #WhiteWednesday (الأربعاء الأبيض).
لكن الإجراءات الصارمة التي اتخذتها “شرطة الأخلاق” الإيرانية ضد النساء المتهمات بعدم الالتزام بقواعد الزي دفعت معارضي تلك السياسة إلى الدعوة إلى الاحتجاج.
منذ الثورة الإسلامية التي اندلعت في إيران عام 1979، أصبحت النساء ملزمات بموجب القانون بارتداء ملابس “إسلامية” محتشمة. وعلى أرض الواقع، يعني ذلك أن النساء يجب أن يرتدين الشادور، وهو ثوب من قطعة واحدة يغطي الجسم بأكمله، أو غطاء رأس ومعطف يغطي الذراعين.
وقد أعرب بعض الرجال الإيرانيين كذلك عن تأييدهم لهذه الحملة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ظهروا في بعض مقاطع الفيديو التي تصور احتجاجات النساء.
وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بشكل موسع صورة جدار لأحد مساجد طهران وقد كتب عليه: “الخبز، العمل، الحرية، التغطية الطوعية”، في إشارة إلى الأزمة الاقتصادية التي تواجهها البلاد، وكذلك قوانين الحجاب.
وقال رئيس السلطة القضائية، غلام حسيني محسني إيجئي، إن قوى أجنبية تقف وراء الحملة، وأصدر تعليماته إلى وكالات الاستخبارات بالعثور على “الأيدي التي تقف وراء” قيام نساء إيرانيات بخلع الحجاب.
كما تعهد رئيس البلاد، إبراهيم رئيسي باتخاذ إجراءات صارمة ضد “الترويج للفساد المنظم في المجتمع الإسلامي”، في إشارة مباشرة إلى الحملة.
بيد أن الكثير من النساء يعتزمن الاستمرار في احتجاجاتهم رغم تلك التهديدات.
وقالت واحدة منهن في فيديو بثته على مواقع التواصل الاجتماعي: “تستطيعون أن تعتقلونا، ولكنكم لا تستطيعون إيقاف حملتنا”.
“ليس لدينا ما نفقده. لقد فقدنا حريتنا منذ سنوات طويلة، وسوف نسعى إلى استردادها”.
المصدر: مواقع ووكالات منها نعيد النشر ونحفظ حق الناشر بالإشارة وامكانية الوصول