وكالة مصر الإخبارية للإعلام والإعلان | الأحد 16 أكتوبر 2022م وفق المصدر
من المتوقع أن يُحكم الرئيس الصيني شي جينبينغ قبضته على السلطة، مع انطلاق المؤتمر التاريخي للحزب الشيوعي في بكين.
وفي خرق للتقاليد المستمرة منذ عقود، من المرجح أن يمنح المندوبون شي فترة ولاية ثالثة كرئيس للحزب،
وسيمهد ذلك الطريق له ليصبح أقوى زعيم منذ ماو تسي تونغ.
ويجتمع حوالى 2300 مندوب للحزب لانتخاب قادة الحزب ومناقشة السياسات الرئيسية، والتي قد تشمل استراتيجية الصين “صفر كوفيد”.
وكثفت وسائل الإعلام الحكومية الدعاية الحزبية في الفترة التي تسبق المؤتمر الذي يستمر لمدة أسبوع، مع تغطية إخبارية وبرامج تلفزيونية تسلط الضوء على إنجازات الصين في ظل حكم الرئيس شي.
وفي خضم تحمس الدولة، خضعت بكين لإجراءات أمنية صارمة وقيود سفر، أثارت حالة من الإحباط المدينة مع احتجاج نفذه شخص، يوم الخميس، انتقد فيه الرئيس تشي وسياسة “صفر كوفيد”.
وقد أنقذت هذه السياسة الأرواح، لكنها تسببت أيضا في خسائر فادحة على الشعب الصيني والاقتصاد، كما أن هناك إجهاد عام وغضب متزايد عليها.
من المتوقع أن يبدأ الرئيس الصيني المؤتمر، اليوم الأحد، بخطاب رسمي طويل باستخدام لغة مختارة بعناية، والتي سيتفحصها المحللون بحثا عن أي تلميحات لتغييرات السياسة.
ومن المتوقع أيضا أن ينتخب المندوبون قادة مختلفين بما في ذلك اللجنة الدائمة للمكتب السياسي، والتي تعادل مجلس الوزراء الرئاسي في الصين، والذين سيقدمون أنفسهم لوسائل الإعلام المنتظرة خلال المؤتمر.
في الماضي، كان يُنظر إلى المؤتمر الذي يعقد مرتين في العقد على أنه فرصة للقادة للترويج لمؤيديهم، عندما كانوا يتنافسون على زيادة قوة فصائلهم داخل الحزب.
لكن المراقبين يقولون إنه يبدو أن هناك حزبا واحدا فقط في المؤتمر العشرين، وهو حزب شي.
وفي إشارة واضحة على هذا التوطيد للسلطة، أصدر كبار قادة الحزب الشيوعي الصيني بيانا قبل أيام يؤيدون شي باعتباره “جوهر” الحزب والقيادة. كما دعوا الحزب إلى الاتحاد بشكل أوثق خلفه.
ويشغل شي حاليا أقوى ثلاثة مناصب في الصين، الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني، وقائد القوات المسلحة في البلاد والرئيس. ومن المتوقع أن يجدد فترة ولايته لأول لقبين خلال المؤتمر.
ولا يحدد الحزب الشيوعي الصيني فترة زمنية لرئاسة الحزب. لكن لم يخدم أي زعيم إلى جانب ماو، مؤسس الصين الشيوعية، في فترة ولاية ثالثة.
واعتادت الرئاسة أيضا أن يكون لها حد لفترتين رئاسيتين في دستور البلاد، وضعه المصلح دنغ شياو بينغ.
لكن شي نجح في إلغاء هذا البند عام 2018، عندما ألغى البرلمان الصيني القانون الخاص به، ما سمح له فعليا بالبقاء في منصب الرئيس لأي فترة شاء.
ومنذ توليه السلطة في عام 2012، دفع شي من أجل “إنعاش كبير للأمة الصينية”، الأمر الذي جعله يتابع الإصلاح الاقتصادي، ويحد من التلوث ويخفف من حدة الفقر.
كما أطلق حملة لمكافحة الفساد، اعتبرها الكثيرون وسيلة للتخلص من أعدائه السياسيين، بالإضافة إلى حملات قمع ضد الأويغور في شينجيانغ والمتظاهرين في هونغ كونغ.
لكن شي لا يزال يواجه العديد من التحديات، مثل بطالة الشباب، والاقتصاد المتباطئ، وأزمة العقارات المستمرة، وسياسة “صفر كوفيد”.
قالت البروفيسورة روزماري فووت من جامعة أكسفورد إن “فكرة أن الحزب قد حقق النصر والسيطرة على الفيروس، رسالة مهمة يجب إرسالها محليا ودوليا”.
لكنها أوضحت أن جميع الدلائل تشير حاليا إلى احتمال استمرار السياسة.
وسيراقب الكثيرون أيضا المؤتمر لمعرفة ما إذا كان سيكون هناك أي تغيير في السياسة الخارجية لبكين، خاصة تجاه القوة العظمى الأخرى في العالم، الولايات المتحدة.
فقد أدت محاولات شي لتوسيع نفوذ الصين في الخارج من خلال مبادرة “الحزام والطريق” والمطالبة المستمرة ببحر الصين الجنوبي، فضلا عن دعمها لروسيا في حرب أوكرانيا، إلى زيادة التوترات مع الولايات المتحدة ودول أخرى.
وتحت توجيهه، اتخذت الصين أيضا موقفا أكثر حزما بشأن تايوان، الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي وتعتبرها بكين جزءا من أراضيها.
ومع بقاء شي على رأس السلطة، ستستمر كل هذه االسياسات والخطط التي انتهجها، على الرغم من أن بعض الخبراء يعتقدون أنه قد يخفف من نهج الصين في بعض الجوانب، للحصول على علاقات تجارية أفضل مع الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين.
قال الدكتور كولين كوه من مدرسة إس راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة “تكمن الشرعية السياسية للحزب الشيوعي الصيني في تحقيق إزدهار على المستوى الاجتماعي والاقتصادي”.
واضاف “سيشعر المواطن الصيني العادي أن الأمور لا تسير على ما يرام، لذلك هناك حاجة لتنشيط هذا النوع من النمو الذي اعتادت عليه الصين أكثر في العقود الأخيرة”.
المصدر: مواقع ووكالات منها نعيد النشر ونحفظ حق الناشر بالإشارة وامكانية الوصول