وكالة مصر الإخبارية للإعلام والإعلان | الخميس 10 نوفمبر 2022م وفق المصدر
تبذل مصر قصارى جهدها، في تقديم نموذج احترافي في توجهها لاستخدام الطاقة النظيفة بدلًا من الطاقة الملوثة للبيئة، من خلال استثماراتها الكثيرة التي أطلقتها في مختلف المجالات بالتزامن مع انعقاد، قمة الدورة رقم 27 من قمة الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، للتغير المناخي، COP27 التي تستضيفها حاليا بمدينة شرم الشيخ.
وعلى مدار السنوات الماضية استثمرت مصر في عشرات المشروعات الصديقة للبيئة التي تنوعت بين الصناعة والطاقة والنقل وحتى السكن ووصلت إلى 24 مشروعًا، تجعلها في مكانة متقدمة بين الدول التي تسعى لزيادة حصتها من مصادر الطاقة المتجددة، لما سببته الطاقة الملوثة للبيئة من انبعاثات أدت لظاهرة الاحتباس الحراري التي نتج عنها تغيرات كبيرة في المناخ تسببت في اشتعال الحرائق بالغابات وذوبان الجليد وارتفاع نسب المياه في البحار كنتيجة حتمية للانبعاثات التي أدت لارتفاع درجة حرارة الأرض .
انبعاثات كربونية خطيرة نتيجة التغيرات المناخية
وعلى سبيل المثال، مادة الأسمنت والتي تعتبر من أهم المواد لقطاع الإنشاءات والمقاولات، تشكل 8% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الملوث للبيئة لتأتي هذه المادة كثالث مصدر ملوث للبيئة بعد دول الصين وأمريكا التي يصدر عنهما أكبر نسبة انبعاثات كربونية تعكر المناخ .
المشروعات الخضراء تحد من غضبة المناخ
وبما أن البيئة النظيفة هي الملاذ الوحيد لدول العالم للحماية من غضب المناخ الذي تركت شراراته الأولى آثارها على الشعوب فشاهدنا الأنهار تجف والغابات تأكلها ألسنة اللهب والبحيرات تتقلص ومدن كثيرة مهددة بالغرق نتيجة ارتفاع منسوب المياه، فإن مساعي مصر في الحد من الانبعاثات الملوثة للبيئة كانت جادة وسبّاقة عبر المشروعات التالية:
محطة «بنبان» لتوليد الطاقة الشمسية
تعد محطة الطاقة الشمسية “بنبان” بأسوان أكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية فى أفريقيا والشرق الأوسط، والتي ستصبح الأكبر في العالم بمجرد اكتمالها، ومن أكبر المشروعات الاستثمارية في قطاع الطاقة النظيفة، ويستهدف المشروع إنتاج 2000 ميجا وات من الكهرباء.
ويعد المشروع نواة جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية من الشمس ودعم الشبكة القومية في مصر ويضم الموقع ٤٠ محطة شمسية لتوليد الكهرباء تحت الإنشاء وتبلغ قدرة كل محطة ٥٠ ميجاوات .
وإجمالي الطاقة الناتجة من المحطة تعادل ٩٠٪ من إنتاج السد العالي للطاقة الكهربائية كما تم إنشاء المحطات من النوع المعزول عزلًا كاملًا بالغاز GIS لأول مرة في مصر فضلًا عن أن هذه المحطات الجديدة تدعم التوجه نحو الاستفادة من الطاقة المتجددة النظيفة .
مدينة الروبيكي الصناعية
تعد مدينة الروبيكي الصناعية للغزل والنسيج والصناعة الجلدية من أهم المدن الصناعية الحديثة الصديقة للبيئة والتي تم تصميمها وفق أحدث المعايير العالمية.
وافتتح الرئيس السيسي في يوليو 2020 الجزء الخاص بالنسيج من المدينة ويضم المجمع ٦ مصانع هي مصنع الغزل الرفيع وآخر للغزل السميك، و٣ مصانع لتحضير النسيج وللنسيج الدائرى والمستطيل، وآخر للصباغة والطباعة، مجهزة بأحدث الماكينات التي لتعمل وفق أحدث النظم والبرامج التكنولوجية.
مدن الجيل الرابع
مدن الجيل الرابع هى مدن متعددة الأنشطة والاستعمالات، وتعزز ريادة الأعمال ومشاركة القطاع الخاص في تنفيذ المشروعات، وتتيح إمكانية تنقل موثوقة (الربط مع المدن الأخرى – دعم النقل الجماعي)، وتتكيف مع المتغيرات المناخية، من خلال زيادة المناطق الخضراء والمساحات العامة، واستغلال موارد الطاقة الجديدة والمتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية.
تستهدف الدولة من خلالها تطبيق معايير استدامة الطاقة وتدوير المخلفات لتصبح مدنا خضراء، يتعدى نصيب الفرد فيها من المسطحات الخضراء والمفتوحة 15 مترا مربعا.
«المونوريل».. قطار معلق يربط شرق القاهرة بغربها صديق للبيئة
مشروع «مونوريل العاصمة الإدارية- مونوريل 6 أكتوبر»، القطار المعلق الذى يربط شرق القاهرة بغربها بالتبادل مع الخط الثالث للمترو، ويتكامل مع القطار الكهربائى والسريع وتبلغ القيمة الإجمالية لتنفيذه 2.695 مليار يورو، ويعد طفرة ونقطة تحول فى منظومة النقل الجماعى النظيف داخل مصر.
القطار الكهربائي الخفيف LRT بطول 103 كيلومترات
بالتزامن مع إنشاء مشروع قطار المونوريل، تسعى وزارة النقل لتدشين القطار الكهربائى الخفيف LRT، وجار تنفيذه على ثلاث مراحل بتكلفة مليار و300 مليون دولار.
القطار الكهربائي السريع بتكلفة 360 مليار جنيه
بتكلفة إنشاء حوالى 360 مليار جنيه لمشروع القطار الكهربائى السريع، تستهدف وزارة النقل تطوير شبكة السكك الحديدية بطول 10 آلاف كيلومتر، بإضافة خطوط جديدة للسكك الحديدية سريعة تعمل بالكهرباء لتقليل الوقت والحفاظ على البيئة، بإنشاء شبكة القطار الكهربائى السريع المكونة من 3 خطوط رئيسية بإجمالى أطوال 1825 كيلو.
الأتوبيس الترددي BRT يسير على الطريق الدائري
يتضمن خط سير الأتوبيس الترددى 57 محطة، تبدأ من محطة المشير طنطاوى، مرورًا بمحطات مؤسسة الزكاة ومصرف بلبيس والمرج والرشاح والخصوص ومتولى الشعراوى، وتحيا مصر، وحتى محطة مدخل التجمع.
وانتهت وزارة النقل من تنفيذ 10 محطات للأتوبيس الترددى، ويتسع لنحو 170 راكبا فى الرحلة، وتستهدف الوزارة نقل 4 آلاف راكب فى الساعة بمواعيد محددة للوصول والتنقل من المحطات ومن المقرر بدء تشغيله نهاية العام الجارى نحو 57 محطة على الطريق الدائرى بديلًا للميكروباص.
الترام
تنفيذ إعادة تأهيل «ترام الرمل» بالإسكندرية بالكامل، من إشارات وقضبان وإنشاء الكبارى فى مناطق التقاطعات المرورية، لعزل مساره عن حركة المرور، ولتحقيق الهدف من المشروع المتمثل فى تخفيف التكدسات المرورية، وتقديم خدمات مميزة لجمهور الركاب بالإسكندرية، والحفاظ على الأصول وخفض تكاليف الصيانة والتشغيل وزيادة العمر الافتراضى لها، وتقدر تكلفة المشروع بنحو 15 مليون دولار لكل كيلومتر.
مترو الأنفاق أقدم المشروعات الخضراء
إحدى أهم وسائل النقل فى العاصمة، ويعد من أقدم وسائل النقل الأخضر صديق البيئة فى مصر، وتقوم الدولة فى الوقت الراهن بزيادة خطوط مترو الأنفاق لتلبية الاحتياجات المتزايدة من المواطنين على تلك الوسيلة.
وتبلغ السرعة التصميمية لمشروع مترو الأنفاق (90- 100 كم/ ساعة)، بتكلفة مالية 140 مليون دولار لكل كيلو متر نفقى – 100 مليون دولار لكل كيلو متر علوى، و70 مليون دولار لكل كيلو متر سطحى- وتبلغ الطاقة الاستيعابية راكب/ساعة/اتجاه 40 – 65 ألفا، والطاقة الاستيعابية /اليوم 1 – 1.5 مليون، والمسافة بين المحطات (0.8- 1.2 كم).
مدينة الخارجة
هي أول مدينة مصرية صديقة للبيئة والمناخ، سواء في الممارسات أو المشروعات التنموية التي تقام عليها وطبيعة المكان الذي أدى إلى عدم وجود أي نوع من أنواع التلوث والانبعاثات.
وتخلو المدينة من أية مصادر للتلوث الصناعي لعدم وجود مصانع سوى تعليب التمر، وارتفاع متوسط نصيب الفرد من المساحات الخضراء 9.5 نخلة/ فرد، ومن المحاصيل الحقلية 520 م2 فرد، ومن الأشجار المنتجة 18 م2 / فرد ويبلغ نصيب الفرد في الأرض 500 م2 / فرد، وتعتمد المدينة على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة (الطاقة الشمسية – الغاز الطبيعي).
14 مشروعًا للهيدروجين الأخضر
وارتفع عدد مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر، المتوقع تنفيذها في نطاق المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى 14 مشروعًا، بعد التوقيع على مذكرات تفاهم خلال المدة الماضية تدعم إقامة العديد من المنشآت الخاصة بإنتاج الوقود الأخضر (الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء) لأغراض التصدير للخارج وخدمات تموين السفن.
مصر تهرول نحو الأخضر
كل هذه المشروعات يقول عنها الخبراء لـ”بوابة الأهرام”، إنها خطوة استباقية قبل قمة المناخ COP27 في شرم الشيخ، تؤكد من خلالها مصر تحركها الجاد نحو معالجة الأزمة العالمية التي فرضها التغير المناخي، والتزامها بآليات تنفيذية للتوسع في المشروعات الصديقة للبيئة التي هي أساس استراتيجيتها للتنمية المستدامة 2030 .
استثمارات الهيدروجين الأخضر
يقول الدكتور مجدي علام، رئيس الاتحاد النوعي للجمعيات الأهلية العاملة في المناخ، إن استثمارات الهيدروجين في مصر من أهم الخطوات التي اتخذتها الدولة نحو التنمية المستدامة إلى جانب كونها خطوة سباقة لمؤتمر المناخ COP27 الذ تستضيفه مصر حاليًا وحتى 18 نوفمبر الجاري بمدينة شرم الشيخ.
مصر وخليط الطاقة
ويضيف، الخبير الدولي في شئون البيئة، لـ”بوابة الأهرام”، أن مصر تمتلك خليط طاقة كامل، حيث جميع أنواع الطاقة، الهيدروجين الأخضر، والهيدروجين الأزرق، والبيوجاز، والميثين، وغيرها، وتمتلك خططًا طموحة للتوسع في استخدام الطاقة النظيفة والمشروعات الصديقة للبيئة وذلك في ضوء الاهتمام العالمي المتنامي للطاقة النظيفة، واستراتيجيتها لتحقيق التنمية المستدامة 2030.
خطوات مصر نحو الطاقة النظيفة
ويقول الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، لـ”بوابة الأهرام”، كل هذه المشروعات تقول إن مصر تسير بخطى واثقة وملتزمة نحو تعزيز التنمية المستدامة والتحول من الطاقات الملوثة للبيئة إلى الطاقات النظيفة، وهذه هي رسالتها الصريحة من المشروعات السابقة.
إستراتيجية التنمية المستدامة
ويضيف أن تحرك مصر نحو المشروعات الصديقة للبيئة، قبل COP27، الذي تستضيفه الآن، يؤكد مسئوليتها نحو استراتيجية التنمية المستدامة 2030 التي تعمل الحكومة على تطبيقها، وأنها دولة معنية بالحفاظ على البيئة.
بيئة نظيفة ومناخ آمن
ويشير إلى تكريم مشروع بنبان للطاقة من قِبَل البنك الدولي لمدة عامين على التوالي كأفضل مشروع للطاقة النظيفة على مستوى العالم، وهو ما يعني إنفاق مصر لملايين بل مليارات الجنيهات للتحول إلى الطاقة النظيفة بأفضل التقنيات والآليات المساعدة على ذلك، على رغم الكبوات الاقتصادية التي تفرضها أزمات عالمية، إلا أنها لم تمنعها من تحركها الجاد نحو بيئة نظيفة ومناخ آمن، وهو ما يؤهلها لإنجاح القمة الحالية COP27 من خلال الوفاء بمخرجاتها على عكس قمم المناخ السابقة التي لم تؤت ثمارها نحو تقديم خطوات جادة في طريق استخدام الدول للطاقة النظيفة.
المصدر: مواقع ووكالات منها نعيد النشر ونحفظ حق الناشر بالإشارة وامكانية الوصول