وكالة مصر الإخبارية للإعلام والإعلان | الأثنين 21 نوفمبر 2022م وفق المصدر
كثيرة تلك الدول التي تتقدم بملفاتها للحصول على حق تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم وقليلة الملفات التي بدراستها يأتي القرار لمنحها حق تنظيم هذه البطولة المتفردة بمكانة لا تضاهيها بطولات أو أولمبياد مكانة ودرجة من العشق لدى الجماهير في كل الشعوب عبر الكرة الأرضية لتخصصها في منافسات معشوقة الجماهير كرة القدم.
وكانت جرأة نادرة أن تتقدم دولة بمساحة دولة قطر الجغرافية وعدد سكانها الأصلين وموقعها القريب من منطقة التوتر الوحيدة في العالم حين تقدمت بملفها لإستضافة وتنظيم بطولة كأس العالم وهي في قلب مركز المنطقة الأكثر حراك عسكريا في العالم حينها وليست بعيدة عن إيران وأفغانستان، وعلى الأرض حينها لم تكن قادرة ببنيتها التحتية وملاعبها ومرافقها لينال ملفها لإاستضافة أي فرصة للفوز بين ملفات الدول الأخرى، لكن ملفها الذي قدمته كان جديراً بالدراسة فحتماً عمل على صياغته متخصصين وكانت هناك شراكات دولية كبيرة في إعداده لينال الدرجة الأعلى، لكن الملف الجيد وحده ليس ضامناً للتنفيذ الفعلي لكل مافيه من طموحات تحتاج مليارات الدولارات لأنه حتما كان ملف يفترض وجود ما ليس موجودا، وهنا يأتي ثقل الدول ومصداقيتها في تجارب سابقة وحجم وإمكانيات مصادرها وثرواتها ووضعها الإقتصادي خلال العشر سنوات الإخيرة حينها فكانت المفاجأة التي شكك كثيرون فيها حينها لتعلن فطر كمستضيف ومنظم لبطولة كأس اللاعالم 2022 بعد روسيا في 2018.
فقط 12 (إثنى عشر عاما تفصلنا عن الإفتتاح) هكذا كان السؤال والمطلوب بناء دولة حديثة وعصرية من بنية تحتية ومرافق وطرق ومطارات وفنادق والأهم ملاعب تفوق المعايير الحالية في 2010م ، وهو عمل لو تعلمون كبير، وبينما شرعت قطر في البناء والتطوير وبعد 7 سنوات “أقل أو أكثر” من مجابهة الطبيعة من أرض ومناخ وطقس خليجي حار بل شديد الحرارة تزداد حرارة السياسة حول قطر ويأتي الحصار أربعة دول عربية لها ثقلها الإقليمي والعالمي تفرض حصار على قطر لمدة قاربة 4 سنوات هي الأربع سنوات الأهم لمستضيف كأس العالم ليصل لمرحلة التأهيل للأرض والشعب والعاملين والمقيمين ليكونوا سفراء مشرفين لبلد الاستضافة خلافاً للمشاريع والمنشأت الرياضية التي لم يكن قد استكمل بنائها بعد ناهيك عن تحضيرات ما بعد البناء والتشطيب النهائي وتكامل الخدمات والمرافق وغيرها.
ورغم ذلك مساء الأحد 20 نوفمبر 2022م أصبحت قطر أخر دول العالم تنظيماً للبطولة الأكبر والأعظم بين كل البطولات “كأس العالم” بعدما دشن أميرها فاعليات حفل الإفتتاح ويكتمل التميز في التحضير والمصداقية مع الملف المقدم للاستضافة فيأتي الحفل والمنشأت فوق ما كان بملف الإستضافة بمراحل، ويقع الحدث وتصبح قطر وهي الأصغر مساحة وتعداداً بين كل الدول التي نظمت البطولة سابقاً والوحيدة العربية والةحيدة بينهم كدولة مسلمة وشرق أوسطية منظم ومستضيف كأس العالم ويدخل منتخبها بطولة كأس العالم لأول مرة تاريخه والتي ستبقى في سجل هذه البطولة وفخراً لكل قطري.
وكان لفخامة وضخامة ما تم قبل مباراة الإفتتاح أثره على لاعبي المنتخب القطري الذين كانوا بانتظار نهاية حفل الإفتتاح ليواجهوا منتخب الإكوادور في مباراة الإفتتاح، وكان الأثر واضحا لم يكن منتخب قطر في مستواه أبدا ومن الدقائق الأولى كان خارج المنافسة ولم يكن هناك تنظيم أو ترابط أو يقظه ورد فعل بين اللاعبين وهو ما جعل منتخب الإكوادور يجد فرصته ليستعرض ويصول في ملعب المباراة ولينتهي الشوط الأول ومن بعده المباراة بفوز منتخب الإكوادور 2 مقابل صفر.
نتائج المباريات فور وخسارة ويحكمها تاريخ المنتخبات في الرياضة ومستوى الدوريات التي يلعب فيها عناصر الفريق وعوامل أخرى كثيرة وهو ما لن نناقشة هنا المهم أن المنتخب خسر المباراة الإفتتاحية، لكن قطر كسبت النجاح الكبير والمكانة الدولية كمنظم ومستضيف لأكبر حدث رياضي في العالم وهو سابقة تنفيذية لم تنالها سوى 17 دولة في العالم وكلها دول كبيرة ولديها حضارة حديثة وتاريخ كبير.
السؤال هل فعلا ربحت قطر بتنظيم كأس العالم 2022م ؟
وفقًا للبيانات الحكومية التي أصدرتها دولة قطر مؤخرًا وتأكيدات اللجنة المنظمة لكأس العالم 2022، فقد تم إنفاق ما يزيد عن 220 مليار دولار على مشروعات البنية التحتية خلال 11 عامًا ماضيين ومنذ فوزها باستضافة البطولة بالضبط.
ويعتبر هذا الرقم هو الأعلى على الإطلاق في تاريخ استعدادات الدول لاحتضان كأس العالم، حيث أنفقت جنوب إفريقيا نحو 3.3 مليار دولار على البنية الأساسية أثناء تجهيزها لاستضافة كأس العالم 2010 على أراضيها.
بينما دولة بحجم البرازيل “البطل التاريخي لكأس العالم” فقد احتضنت المونديال في نسخة 2014، وقتها أنفقت نحو 11.6 مليار دولار على البنية التحتية فقط، ما يعني أن إنفاق قطر لما يقارب من 220 مليار دولار هو مبلغ قياسي وغير مسبوق.
وتقول الحكومة القطرية، أن الدولة كلّفت 7 مليارات دولار فقط على إنشاء الملاعب التي ستستضيف مباريات كأس العالم.
حيث شيدت دولة قطر 8 ملاعب وفقًا لأحد المواصفات العالمية لاستضافة مباريات كأس العالم بالكامل عليها، وهم: ملعب البيت “تقام عليه افتتاح كأس العالم” ملعب لوسيل “يستضيف المباراة النهائية للمونديال”.
إلى جانب، ملاعب أخرى مثل: ملعب خليفة الدولي وملعب الجنوب وملعب المدينة التعليمية وملعب أحمد بن علي، وملعب 974 وكذلك ملعب الثمامة.
دولة قطر لم تنفق أموال طائلة على البنية التحتية فحسب، بل امتدت إنفاقاتها لتقدم نماذج جديدة وغير مألوفة على الإطلاق وغير مسبوقة أيضًا.
فمثلًا، تم إنشاء ملعب 974 باستخدام حاويات الشحن البحرية، وظهر كأنه مكوّن من قطع مكعبات تشبه لعبة “الليجو”، ويعد أول ملعب مغطى في تاريخ كرة القدم قابل للفك بالكامل.
إلى جانب اهتمام قطر بالتحكم في الطقس الذي سيتواجد فيه العديد من مشجعي كرة القدم القادمين من أماكن باردة ولا يتحملون درجات الحرارة العالية، فقد تم تجهيز كافة ملاعب كأس العالم بتقنية جديدة تدعى “Doctor Cold” تستهدف تبريد الملاعب بشكل تلقائي حتى عندما تفتح أسطح الملاعب.
كم ستجني قطر من استضافة كأس العالم 2022 ؟
مؤخرًا، أكد الرئيس التنفيذي لكأس العالم 2022، ناصر الخاطر، أن العائدات الاقتصادية المتوقع أن تحصل عليها قطر نظير تنظيم تلك النسخة من البطولة ربما ستتخطى حاجز الـ 17 مليار دولار!
وأوضح ناصر الخاطر، أن دولة قطر ستجني عائدات ضخمة أثناء بطولة كأس العالم وكذلك بعد انتهائها، وذلك لما ستفعله الدولة من أجل جذب المزيد من السائحين من مختلف أنحاء العالم.
حيث وضعت اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم 2022، دراسات مختلفة عن العائد المادي من استضافة المونديال في قطر، وجاء البند الأول حول جعل قطر وجهة سياحية رقم 1 للعديد عقب انتهاء البطولةن مثلما حدث بالضبط مع جنوب إفريقيا والبرازيل وروسيا في النسخة الثلاث الماضية من المونديال.
ففي جنوب إفريقيا، أكد المسؤولون أن بطولة كأس العالم 2010 ساهمت في ازدهار سياحي غير مسبوق، بعدما زاد عدد السياح ليبلغ أعلى مستوياته قبل جائحة كورونا في عام 2019 نحو 10.2 مليون زائرًا سنويًا
ومن المتوقع بالطبع أن تزيد أرباع قطر من استضافة كأس العالم، حيث أكدت اللجنة المنظمة أن الإقبال على شراء تذاكر كأس العالم وصل إلى 80 مليون، بينما تم طرح 3.1 مليون تذكرة في البداية.
إلى جانب ذلك، وفرت قطر أنظمة مختلفة من السكن عبر منصة الإقامة، ويأتي السكن بدعم من الدولة ويبدأ تكلفته 80 دولار. ومع توقعات حضور قرابة مليون نسمة خلال المونديال ربما ستتخطى الأرباح في قطر لما أكثر من 17 مليار دولار التي وضعتها اللجنة المنظمة.
هل قطر في حاجة إلى الإستثمار السريع وتحصيل العائدات؟
هذا هو السؤال الأهم حجم الإنفاق الذي تم كبير ووفق الأرقام العائدات تمثل أقل من 10% من الإنفاق والقياس القصير هذا غير صحيح لكنه لدول تعاني أزمات إقتصادية أو ضغوط مالية يعني خسائر كبيرة وبلغة المستثمرين هي صفقة خاسرة ، لكن قطر ليست دولة تعاني أزمة اقتصادية ولم تدخل هذا المعترك الكبير والعالمي طمعا في مزيد من العملة الإجنبية ولم تدخل كمستثمر يراقب عودة ما أنفقه على مشروعه.
رهان قطر أكبر وأعظم ويتخطى حدول الصرف والتحصيل وعالم المحللين والمحاسبين الرهان هو قطر الدولة فرصة لبناء دولة حديثة ودخول التاريخ الحديث من أكبر بواباته المعاصرة واستشراق لمستقبل واعد وفلسفة بعيدة المدى ورؤية ثاقبة لمستقبل سياحي واقتصادي كبير الفنادق والملاعب والبنية التحتية ستبقى لتعمل وستعود خلال سنوات قليلة تالية بعشرات المرات لم تم انفاقه فيها والدليل أنه لو بدأت اليوم قطر في بناء ما هو موجود اليوم والذي بدأته قبل أكثر من 10 سنوات فسيكون تكلفته ضعف 220 مليار التي رصدها الراصدون.
جوانب من حفل الإفتتاح بالصور
النهضة والحداثة قرار وتكلفة لا تستطيعها إلى الدول التي ملكت زمام إقتصادها وتعرف مصادرها جيدا وقدراتها فعلياً.
نبارك لبلدنا العربي “قطر” تميزه ونجاحه الكبير ونقخر بما أنجزه من بناء وتطوير ونجاحات.
المحرر