وكالة مصر الإخبارية للإعلام والإعلان | الأربعاء 12 يوليو 2023م
نشرت اندبندنت عربية اليوم
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع صحيفة إندونيسية نشرت اليوم الأربعاء إن المواجهة المسلحة في أوكرانيا ستستمر إلى أن يتخلى الغرب عن خططه للسيطرة على موسكو وهزيمتها.
وقال لافروف لصحيفة “كومباس” إن هدف الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة هو تعزيز هيمنته العالمية.
ومن المقرر أن يحضر لافروف قمة شرق آسيا والمنتدى الإقليمي لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في جاكرتا هذا الأسبوع، كما سيحضرها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وأضاف لافروف في المقابلة التي نشرها موقع وزارة الخارجية الروسية على الإنترنت “لماذا لا تنتهي المواجهة المسلحة في أوكرانيا؟ الإجابة بسيطة للغاية – ستستمر إلى أن يتخلى الغرب عن خططه للحفاظ على هيمنته والتغلب على رغبته المهووسة في إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا على أيدي الدمى في كييف”.
وأردف قائلاً “في الوقت الراهن، لا توجد مؤشرات على أي تغيير في هذا الموقف”.
الحرب العالمية الثالثة
في سياق متصل، قال ديمتري ميدفيديف نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي برئاسة الرئيس فلاديمير بوتين، إن زيادة حلف شمال الأطلسي مساعداته العسكرية لأوكرانيا تقرب الحرب العالمية الثالثة.
وتعليقاً على اليوم الأول من قمة الحلف، الذي تقوده الولايات المتحدة، في ليتوانيا، حيث تعهد عدد من الدول تقديم مزيد من الأسلحة والدعم المالي لكييف، قال ميدفيديف، إن المساعدات لن تمنع روسيا من تحقيق أهدافها في أوكرانيا.
وكتب ميدفيديف على تطبيق المراسلة “تيليغرام” “لم يستطع الغرب الذي استبد به الجنون أن يأتي بشيء آخر… في الواقع، إنه طريق مسدود. الحرب العالمية الثالثة تقترب”. وأضاف “ماذا يعني كل هذا بالنسبة لنا؟ كل شيء واضح. العملية العسكرية الخاصة ستستمر لنفس الأهداف”.
وتصف روسيا أعمالها في أوكرانيا بأنها “عملية عسكرية خاصة”، بينما تقول كييف وحلفاؤها، إن موسكو تشن حرباً غير مبررة للاستيلاء على الأراضي والسيطرة على جارتها. ويقول الغرب إنه يريد مساعدة أوكرانيا على الفوز بالحرب، وزودها بالفعل بكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة الحديثة.
وحاول أعضاء حلف شمال الأطلسي، أمس الثلاثاء، إعطاء ضمانات لكييف بتأكيدهم أن “مستقبل أوكرانيا هو في حلف الاطلسي” لكن بعيداً عن توقعات رئيسها فولوديمير زيلينسكي الذي طالب التحالف بتحديد جدول زمني لانضمام بلاده إليه.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، أن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي أثناء الصراع لن يحدث “لأنه سيؤدي إلى اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وروسيا“.
وقال ميلر في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، “سيكون من غير المناسب قبول أوكرانيا في الناتو، لأن ذلك يعني دخول الولايات المتحدة الحرب مع روسيا، لقد أوضح الرئيس بايدن منذ البداية أنه طالما يقود (الإدارة الأميركية)، فإن هذا لن يحدث”.
“أوكرانيا ستجعل الحلف أقوى”
وعبر زيلينسكي عن خيبة أمله لعدم دعوة أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، الثلاثاء، وقال لمؤيديه في العاصمة الليتوانية “هل هذه أمنية مبالغ فيها؟”.
وقال لآلاف الأشخاص الذين تجمعوا في وسط العاصمة الليتوانية فيلنيوس التي تستضيف قمة الحلف، بينما كان قناصة يقفون للحراسة على أسطح المباني، “الحلف سيجعل أوكرانيا أكثر أماناً، وأوكرانيا ستجعل الحلف أقوى”.
وشكر ليتوانيا على “موقفها الواضح والصادق والشجاع” الداعم لعضوية أوكرانيا.
وقبل وقت قصير من الكلمة، كان الزعماء قد اتفقوا على أن الحلف سيوجه دعوة إلى أوكرانيا للانضمام إلى الحلف العسكري عندما “يوافق الأعضاء وتُستوفى الشروط”.
وقال زيلينسكي، في وقت سابق الثلاثاء، إنه سيكون من “العبث” عدم عرض قادة الحلف إطاراً زمنياً لبلاده للعضوية.
وخاطب زيلينسكي الجمهور باللغة الأوكرانية قائلاً “جئت إلى هنا اليوم معتقداً في قرار، ومعتقداً بشركاء، وبحلف شمال الأطلسي القوي، بحلف لا يشك ولا يضيع وقتاً ولا يأبه لأي معتد”.
ومضى يقول “أتمنى أن يصبح هذا الاعتقاد يقيناً.. يقيناً في القرارات التي نستحقها جميعاً، التي يتوقعها كل جنودنا وكل مواطنينا وكل أمهاتنا وكل أطفالنا. وهل هذه أمنية مبالغ فيها؟”.
وأيد أعضاء الحلف في أوروبا الشرقية موقف كييف، قائلين إن وضع أوكرانيا تحت مظلة الأمن الجماعي للحلف هو أفضل طريقة لردع روسيا عن الهجوم مرة أخرى.
وتوخت دول مثل الولايات المتحدة وألمانيا حذراً أكبر خشية أن يجر أي تحرك الحلف إلى صراع مباشر مع روسيا.
33 ألف علم
وسلم الرئيس الليتواني جيتاناس نوسيدا الذي شارك في القمة زيلينسكي علماً أوكرانياً مثقوباً بالرصاص رفع بعدئذ على سارية. وكان العلم مرفوعاً من قبل على دبابة أوكرانية خلال المعارك في باخموت.
وأحضر العلم إلى فيلنيوس مجموعة مؤلفة من 33 عداء أوكرانياً وليتوانياً لدعم أوكرانيا باعتبارها العضو الـ33 المحتمل في الحلف. وطلب النشطاء من سكان فيلنيوس عرض 33 ألف علم في نوافذ منازلهم لإظهار الدعم.
وقال نوسيدا للجمهور “أوكرانيا تمنحنا بدمائها الوقت، ومن ثم يمكننا الاستعداد وتقديم رد قوي لروسيا”.
والمخاوف الأمنية حقيقية في ليتوانيا حيث ذكريات حكم موسكو ما زالت عالقة في الأذهان.
وكانت ليتوانيا إلى جانب جارتيها في البلطيق، لاتفيا واستونيا، أحدث الدول التحاقاً بالاتحاد السوفياتي مع ضمها عام 1940، وأولى الدول إعلاناً لاستقلالها في عام 1990 حين انهار الاتحاد.
وليتوانيا عضو في كل من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي منذ عام 2004، وهي من أشد مؤيدي أوكرانيا في كلا التكتلين وأولى دول الحلف إمداداً لأوكرانيا بالسلاح قبل أسابيع من الهجوم الروسي.
القنابل العنقودية
نقلت وكالات أنباء روسية عن وزير الدفاع سيرغي شويغو قوله، الثلاثاء، إنه إذا أمدت الولايات المتحدة أوكرانيا بالقنابل العنقودية فإن موسكو ستضطر إلى استخدام أسلحة “مماثلة”.
كانت الولايات المتحدة أعلنت، الأسبوع الماضي، أنها ستزود أوكرانيا بذخائر عنقودية، وهي عبارة عن أسلحة متفجرة تُطلق عادة أعداداً كبيرة من القنابل الصغيرة تغطي مساحة واسعة. وتحظر أكثر من 100 دولة، من بينها بريطانيا واليابان، استخدام هذه الذخائر.
ونقلت وكالات الأنباء عن شويغو قوله، إن روسيا تمتلك ذخائر عنقودية لكنها امتنعت حتى الآن عن استخدامها في حملتها العسكرية.
لكن الولايات المتحدة اتهمت روسيا في وقت سابق باستخدام الذخائر العنقودية في أوكرانيا وقالت إن معدل فشل انفجارها يصل إلى 40 في المئة، مما يجعل الأرض مليئة بالقنابل التي لم تنفجر. وتقول واشنطن، إن معدل فشل الذخائر العنقودية التي سترسلها إلى أوكرانيا لا يتجاوز 2.35 في المئة.
وقال شويغو “في حالة إمداد الولايات المتحدة أوكرانيا بذخائر عنقودية، ستضطر القوات المسلحة الروسية إلى استخدام أسلحة مماثلة ضد القوات المسلحة الأوكرانية كرد فعل”.
وأضاف “تجدر الإشارة إلى أن روسيا لديها ذخائر عنقودية لاستخدامها… في جميع الأحوال… إنها أكثر فاعلية بكثير من الذخائر الأميركية”. وأشار شويغو إلى أن الجيش الروسي يتخذ الإجراءات اللازمة لحماية قواته من هذه الأسلحة.
وتقول منظمة “هيومن رايتس ووتش”، إن موسكو وكييف استخدمتا الذخائر العنقودية خلال الصراع المستمر منذ 17 شهراً في أوكرانيا، الذي تطلق عليه روسيا اسم “عملية عسكرية خاصة”.
ولم توقع الولايات المتحدة ولا روسيا ولا أوكرانيا على اتفاقية الذخائر العنقودية.
ويقول مسؤولون أميركيون، إنهم وافقوا على طلب كييف الحصول على قنابل عنقودية بعد أن اتضح أن ذخيرة المدفعية العادية بدأت تنفد لديها، وإن الإنتاج لن يلبي احتياجاتها. وتشن أوكرانيا الآن هجوماً مضاداً على روسيا.
وعبر حلفاء مقربون من الولايات المتحدة، منهم بريطانيا وكندا وألمانيا، عن رفضهم استخدام الذخائر العنقودية.
تقدم القوات الروسية
وأعلن شويغو، الثلاثاء، أن قوات بلاده تقدمت مسافة 1.5 كلم في قسم من الجبهة قرب ليمان بمنطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا. وقال إنه بعد صد هجوم أوكراني “أطلقت الوحدات الروسية هجوماً مضاداً وتقدمت مسافة 1.5 كلم على امتداد كيلومترين من خط الجبهة” قرب ليمان، المدينة التي سيطر عليها الجيش الأوكراني في أكتوبر (تشرين الأول) 2022.
وكانت القوات الأوكرانية أعلنت، الأسبوع الماضي، عن هجمات روسية حول ليمان، وهي تقاطع مهم للسكك الحديدية يقع على بعد حوالى 50 كلم شمال شرقي كراماتورسك، المدينة الرئيسة الخاضعة للسيطرة الأوكرانية في شرق البلاد.
وأضاف شويغو أن القوات الأوكرانية واصلت “محاولة اختراق دفاعاتنا في مناطق مختلفة”، قائلاً إنه كانت هناك “موجات من الهجمات” في اليومين الماضيين. لكن الوزير الروسي أكد أن “العدو لم يحقق أهدافه في أي منطقة” منذ بدء هجومه المضاد في مطلع يونيو (حزيران).
هجمات بالمسيرات على كييف
من جانبه، قال مسؤول عسكري أوكراني، إن روسيا شنت هجمات بطائرات مسيرة على كييف والمنطقة الواقعة فيها لثاني ليلة على التوالي، فيما شرعت أنظمة الدفاع الجوي الأوكراني في صد الهجمات.
وقال رئيس الإدارة العسكرية للعاصمة الأوكرانية سيرهي بوبكو على “تيليغرام” “نظام الإنذار من الغارات الجوية مُفعّل وأنظمة الدفاع الجوي تصدت للهجمات لدى اقترابها من كييف”.
وحثت الإدارة العسكرية في كييف على قناتها على “تيليغرام” المواطنين على الاحتماء في الملاجئ لحين انتهاء الغارات.
تدريب سلاح الجو الأوكراني
وأعلنت أوكرانيا، الثلاثاء، قيام “تحالف” يضم 11 دولة لتدريب طياريها على مقاتلات “أف-16” التي تطالب كييف بتسلمها لدعم هجومها المضاد.
وكتب وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف على “تويتر” أن “تحالفاً لتدريب سلاح الجو الأوكراني على مقاتلات أف-16 تشكل! اليوم وقعت 11 دولة شريكة وأوكرانيا مذكرة”.
ويضم هذا التحالف بريطانيا وكندا ودولاً أوروبية. وستسهم هولندا والدنمارك في خطة أولية لتدريب طيارين بعدما حصلت هذه الخطوة على ضوء أخضر من الولايات المتحدة التي يجب أن تعطي موافقتها على استخدام هذه المقاتلات الأميركية الصنع.
من جهته، أعلن وزير الدفاع الدنماركي ترويلس لوند بولسن أن التدريب في بلاده سيبدأ في أغسطس (آب). وقال “نأمل أن نرى نتائج عند بداية السنة المقبلة”.
ورحب وزير الدفاع الأوكراني بهذه الخطوة، قائلاً إنه يأمل أن يرى طيارين أوكرانيين جاهزين لقيادة هذه المقاتلات خلال ستة أشهر.
من جهتها، قالت وزيرة الدفاع الهولندية كايسا أولونغرن، إن الدول الحليفة ستقيم مركزاً لتدريب طيارين في رومانيا على المدى الطويل.
ولم تعط الولايات المتحدة بعد موافقة لأي دولة على تزويد أوكرانيا هذه المقاتلات.
تسليح بريطاني
في سياق متصل، قالت الحكومة البريطانية إنها ستزود أوكرانيا بأكثر من 70 مركبة قتالية ولوجستية وآلاف القذائف لدبابات “تشالنجر 2” وحزمة دعم قدرها 50 مليون جنيه إسترليني (64.7 مليون دولار) لإصلاح المعدات العسكرية.
وأضافت بريطانيا أمس الثلاثاء أنه من المنتظر أن يوقع أعضاء مجموعة السبع اتفاقا إطاريا جديدا اليوم الأربعاء سيقدم لأوكرانيا التزامات أمنية ثنائية طويلة الأجل وسيجري إعلان تفاصيل الاتفاق لاحقاً.
وإلى جانب حزمة الدعم، ستطلق بريطانيا أيضاً مشروعاً من خلال حلف شمال الأطلسي لتأسيس مركز إعادة تأهيل طبي للجنود الأوكرانيين يجري تمويله من خلال حزمة المساعدة الشاملة التي خصصها الحلف لأوكرانيا.
المصدر: مواقع ووكالات منها نعيد النشر ونحفظ حق الناشر بالإشارة وامكانية الوصول