وكالة مصر الإخبارية للإعلام والإعلان | الخميس 31 مارس 2022م وفق ما نشرته بي بي سي عربي
هذا التسائل نشرته بي بي سي ولنا بالناهية تسائل آخر لم تسائلة بي بي سي
يمكن للحروب أن تخرج عن السيطرة بسهولة عندما لا تسير الأمور وفقاً للخطط المرسومة.
وعلى الرغم من أنه من المستحيل معرفة ماذا كان يدور في ذهن فلاديمير بوتين عندما أمر بغزو أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي لكن معظم المحللين يعتقدون أنه كان يتوقع تحقيق نصر سريع في غضون أيام.
بعد شهر واحد تحول الصراع إلى حرب استنزاف، تستخدم فيها روسيا تكتيكات وحشية لسحق المقاومة الأوكرانية، وفقاً للمحللين العسكريين الأمريكيين بنيامين جونسون وتيسون ويتزل وجي بي بارانكو الذين كتبوا في مركز بحث “مجلس الأطلسي” ( The Atlantic (Council: “بحسب تقديراتنا، قد تتورط روسيا في حرب الاستنزاف وتعمل على تجويع أوكرانيا ومنع وصول الإمدادات إليها ومنع الوصول إلى البحر الأسود، وفي النهاية دفع البلاد للمجاعة لأن المزارعين الأوكرانيين سيكونون غير قادرين على رعاية مواسمهم الزراعية”.
لكن سيكون للحرب المطولة ثمن باهظ بالنسبة لروسيا. والسؤال هو: ما هو هذا الثمن؟
هذه الحرب تكلفتها على روسيا محسوبة مسبقاً لأنها حرب خطط لها ولم يقذف بروسيا لمواجهة أوكرانيا التي كانت تخطط لغزو روسيا، وروسيا ليست دولة صغيرة مساحة أو مكانة أو تسليحاً حتى يقال أنها دخلت حرباً لا تدرك نهايتها ، كما وأن رئيس روسيا الحالي هو عسكري متمرس في الحرب وأساطيله تجوب بحار ومحيطات الأرض وقواته وطائراتها لا تحارب في أوكرانيا فقط هي على مرمى البصر تحارب في سوريا وأسلحته المتطورة موجودة فقط لدى جيوش الدول التي يراها “صديقة” وحتى الدول التي لا يراها “بوتين” اليوم صديقة تشتري أسلحته واقتصاد روسيا ليس هشا حتى تغرقه معركة استنزاف يتحكم بوتين في كمية الدم التي تنتجها ساعة بساعة ويغير ويوجه قواته في أوكرانيا لمناطق معينة يضمن بها تدمير أهداف وعدم الزيادة الكبيرة في القتلى المدنيين، هو يدير حرباً خطط لكل لحظة فيها حتى ينهيها كم خطط.
لكن السؤال لماذا غامر بوتين بكل ذلك؟ إنها لعبة السياسة ومخطط لتغيير موازين القوى في العالم أوروبا مفككة وأمريكا تسحب قواتها من كل مكان بعد سنوات من الحرب في العراق وأفغانستان وقبلها سوريا والعالم منهار اقتصاديا بسبب جائحة كورونا، إذن هي اللحظة التي تعيد للعالم نقطة توزان تلغي القطب الواحد ” أمريكا” وتخلق تحالفات جديدة ومراكز قوى أخرى في ظل توحد مع الصين وكوريا الشمالية التي لا تريد سوى انهاء السيطرة للقطب الأوحد وبتجارة روسيا في المواد الزراعية التي تنفرد بها يصبح بوتين قادرا على فعلها هذه المرة وفي هذا التوقيت ودون أن يتهم بأنه مجرم حرب وكلما طالت فترة الاستنزاف حتى الاستسلام انتفت عنه الصفة.
هل روسيا وحدها الخاسر؟ الاجابة ليست وحدها الخاسر وربما تكون في قادم الأيام هي الرابح الوحيد من هذه الحرب. لكن ضوي انفجارات السلاح الروسي في كييف وضواحيها وغيرها من مدن أوكرانيا تتفجر في كل مكان وربما في كل بيت من دول العالم هناك دون يتهدد أمنها القومي وهي بعيدة كل البعد عن مرمى نيران الروس في أوكرانيا هناك اقتصادات دول لا علاقة لها بالحرب تتهدد وهناك مواطنين في كل دول العالم ترتفع عليهم أسعار البترول والبنزين والغاز وهم لا علاقة لهم بالحرب أو ليسوا أوكرانيين، وربما لو حدث ما لا يحمد عقباه واضطر الروس لفعلها والدخول في حرب نووية لمواجهة الناتو أو تكتلات يحاول الغرب وأمريكا ايقاف الة بوتين في أوكرانيا بها أن يدخل العالم في حرب عالمية ثالثة ، اختصاراً مهما كانت خسائر روسيا في هذه الحرب فهي ليست الخاسر الأوحد.
المصدر:بي بي سي عربي نعيد النشر ونحفظ حق الناشر بالإشارة وامكانية الوصول