وكالة مصر الإخبارية للإعلام والإعلان| الثلاثاء 09 يناير 2024
وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مساء الإثنين إلى تل أبيب على أن يجري في اليوم التالي مناقشات يتوقع أن تكون صعبة مع السلطات الإسرائيلية، مع تشديده على وجوب الحد من الضحايا المدنيين الفلسطينيين في غزة.
ويعتزم بلينكن، الوافد من السعودية، الضغط على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن مصير قطاع غزة، بناء على ما سمعه في مختلف العواصم العربية خلال جولته الشرق أوسطية.
وقبيل وصول بلينكن إلى إسرائيل، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن الإثنين أنه يعمل “بهدوء” على دفع الدولة العبرية لتقليص انتشارها العسكري في قطاع غزة، وذلك بعدما قاطعه أثناء إلقائه خطاباً انتخابياً محتجون دعوا لوقف لإطلاق النار في غزة.
وفي قطاع غزة حيث دخلت الحرب شهرها الرابع، حصد القصف الإسرائيلي 249 قتيلاً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وفق وزارة الصحة في حكومة “حماس”.
وأعلنت الوزارة ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على القطاع المحاصر إلى 23084 قتيلاً منذ بدء العمليات العسكرية رداً على هجوم حركة “حماس” على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). وغالبية القتلى والجرحى من النساء والأطفال، بحسب الوزارة.
وتسبب هجوم “حماس” غير المسبوق على إسرائيل بمقتل 1140 شخصاً في الجانب الإسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية. وخُطف خلال الهجوم قرابة 250 شخصاً، لا يزال 132 منهم محتجزين رهائن في قطاع غزة، وفق الجيش الإسرائيلي.
وبحث بلينكن في محطاته خلال الأيام الماضية في عدد من دول المنطقة كيفية منع انفجار الوضع على نطاق أوسع، لا سيما مع التوتر الحاصل في لبنان والهجمات التي ينفذها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر.
وعلى الجبهة اللبنانية، قال مصدر أمني لبناني طالباً عدم نشر اسمه إن قيادياً في “(حزب الله) قتل بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته في بلدة خربة سلم” الواقعة على بعد حوالى 11 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل، مشيراً إلى أن المسؤول المستهدف “كان يتولى مسؤولية قيادية في إدارة عمليات (حزب الله) في الجنوب”. ونعى “حزب الله” في بيان القيادي وسام حسن طويل.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين أنه قتل مسؤولاً في “حماس” في سوريا يقف وراء الهجمات الصاروخية للحركة انطلاقاً من الأراضي السورية على إسرائيل.
وأكد الجيش “القضاء” على حسن عكاشة في بيت جن، الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية والقريبة من مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل.
وقال الجيش في بيان إن عكاشة “كان مسؤول عمليات إطلاق القذائف الصاروخية لـ(حماس) من داخل الأراضي السورية نحو إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين أنه شن ضربات في مدينة خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة التي باتت مركز مواجهات بين عناصر الجيش ومسلحي “حماس”، أدت إلى مقتل عشرة عناصر “كانوا يستعدون لإطلاق صواريخ على إسرائيل”.
وصباح الإثنين، تسببت ضربة في رفح بأقصى جنوب قطاع غزة في تدمير سيارة كان عناصر إنقاذ وسكان محليون يسحبون منها جثثاً، بحسب لقطات فيديو نشرتها وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال محمد حجازي “قالوا لنا إن رفح كانت آمنة، لكن لم يبقَ أي أمان ولا نعلم ما يجب أن نفعل”.
وأعلنت المنظمات الإنسانية الدولية أنها اضطرت إلى إخلاء مستشفى “شهداء الأقصى”، أحد آخر المستشفيات التي لا تزال عاملة جزئياً في وسط قطاع غزة، بسبب المعارك.
ودعا ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية ريتشارد بيبركورن إلى “وقف إطلاق نار إنساني وهو الوسيلة الوحيدة للاستجابة للاحتياجات الماسة” لسكان قطاع غزة.
واتهمت المنظمة الحقوقية الإسرائيلية “بتسليم” إسرائيل بـ”تجويع غزة” في تقرير صدر الإثنين ودعت فيه إلى فتح أبواب المساعدات الإنسانية. ومساء الإثنين، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل ثلاثة فلسطينيين في طولكرم بالضفة الغربية بنيران القوات الإسرائيلية.
من جهتها أعلنت الشرطة الإسائيلية مقتل ثلاثة رجال وجرح اثنين آخرين في عملية لتوقيف “إرهابي مطلوب” قرب هذه المدينة.
وتكثفت المواجهات في هذه المنطقة منذ اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروري في بيروت الأسبوع الماضي في عملية نسبت إلى إسرائيل.
ومنذ بدء التصعيد عبر الحدود، قتل 182 شخصاً في لبنان، بينهم 136 عنصراً من الحزب. وأحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 14 شخصاً بينهم تسعة عسكريين.
وكانت القوات الإسرائيلية أعلنت على ما تقول إنه أكبر موقع لإنتاج الأسلحة تكتشفه حتى الآن في قطاع غزة ويضم ورشاً تحت الأرض قالت إنها تستخدم لإنتاج صواريخ طويلة المدى قادرة على ضرب أهداف في شمال إسرائيل.
وقال الجيش إنه بالإضافة للصواريخ، تنتج الورش نسخاً أو تعديلات من الذخائر القياسية مثل قذائف الهاون ويتم ربطها من خلال فتحات تحت الأرض بشبكة أنفاق تستخدم لنقل الأسلحة إلى الوحدات القتالية في أنحاء قطاع غزة.
وأخذ الجيش الإسرائيلي مجموعة من الصحافيين لزيارة الموقع الإثنين في منطقة البريج وسط القطاع الساحلي الضيق الذي دمره القصف والقتال البري المستعر منذ أسابيع.
وتم تكديس مجموعة متنوعة من الأنابيب والمكونات المعدنية وأغلفة القذائف في منطقة ورشة عمل فوق الأرض، بينما في منطقة أخرى، أمكن رؤية رفوف معدنية طويلة عليها صواريخ مع مصعد يؤدي إلى أسفل حيث النفق.
وقال كبير المتحدثين العسكريين الأميرال دانيال هاغاري “… من المصعد، يضعون الصواريخ في مكان آمن ثم تنزل إلى مناطق أخرى داخل نظام الأنفاق”. وأضاف “في مكان تصنع الصواريخ، وفي مكان آخر تطلقها”.
وهذا الموقع هو الأحدث في سلسلة من الأنفاق الواسعة التي كشفها الجيش منذ بدء هجومه على غزة.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن “حماس” تتعمد جعل مواقع البنية التحتية العسكرية بما في ذلك الأنفاق في مناطق مدنية من أجل زيادة صعوبة مهاجمتها. وتنفي “حماس” ذلك وتقول إن إسرائيل تهاجم أهدافاً مدنية بشكل عشوائي.
وقُتل أكثر من 23 ألف فلسطيني في العملية الإسرائيلية وفقاً لمسؤولي صحة فلسطينيين واضطر معظم سكان قطاع غزة وعددهم 2.3 مليون نسمة للنزوح من منازلهم إلى منطقة صغيرة في الجنوب.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الإثنين إنه من غير المقبول أن يسمح المجتمع الدولي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بجر الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية أوسع.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الصفدي قوله لنظيرته الفرنسية كاترين كولونا خلال اتصال هاتفي إن خطر امتداد الحرب “يزداد مع كل يوم يستمر فيه القتل والدمار الذي تلحقه إسرائيل بغزة”.
وأضاف الصفدي أن حكومة نتنياهو القومية اليمينية تسعى إلى توريط الغرب بشكل مباشر في حرب إقليمية ستدفع مصير المنطقة “للمزيد من الصراع والدمار”.
وقال الصفدي “العدوان الإسرائيلي على غزة تجاوز كل الحدود الإنسانية والقانونية والأخلاقية بشكل يسقط أي محاججة تستخدم لعدم اتخاذ مجلس الأمن قرار ملزما بوقفه”.
وأردف الوزير الأردني قائلاً إن فشل مجلس الأمن الدولي حتى الآن في فرض وقف إطلاق النار “يعكس ازدواجية معايير، وانتقائية خطيرة في تطبيق القانون الدولي”.
وقال الصفدي إن الأردن وفرنسا وقفا ضد التهجير الجماعي للفلسطينيين خارج غزة واتفقا على أنه ينبغي أن تسمح إسرائيل لسكان القطاع الذين دفعتهم للفرار من شمال غزة والتكدس في الجنوب بالقرب من الحدود المصرية، بالعودة إلى ديارهم.
المصدر: مواقع ووكالات منها نعيد النشر ونحفظ حق الناشر بالإشارة وامكانية الوصول