وكالة مصر الإخبارية للإعلام والإعلان| الثلاثاء 30 يناير 2024
أعلنت أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين على الأقلّ في هجمات روسية ليلية استهدفت منشآت طاقة ومواقع عسكرية في مناطق مختلفة في البلاد.
بالتزامن مع ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط 21 مسيّرة أطلقتها أوكرانيا، ليل أمس، على أراضي روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014، حسبما أفادت وكالات أنباء روسية.
طائرات مسيرة
وأعلن الجيش الأوكراني أن القوات الروسية أطلقت صاروخَين و35 طائرة مسيّرة ليلاً على أهداف في مناطق عدة في أوكرانيا وأن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت 15 من المسيّرات، وقال سلاح الجو الأوكراني إن الطائرات المسيّرة استهدفت منشآت للوقود والطاقة بالإضافة إلى منشآت مدنية وعسكرية قرب خطّ الجبهة، مشيراً إلى أن أنظمة الدفاع الجوي في المناطق الشرقية والجنوبية أسقطت 15 مسيرة إيرانية الصنع.
وقالت السلطات الأوكرانية إن القصف ألحق أضراراً بمنشآت مدنية في كييف ومنطقتي دنيبروبتروفسك وخاركيف حيث قال المسؤولون إن شخصين أصيبا بجروح.
وأفادت شركة “أوكرانيرغو” لتوفير الطاقة أن واحدة من محطاتها الفرعية في منطقة بوسط البلاد أُصيبت.
وفي سياق منفصل، قال مدعون عامون في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا إن هجوماً روسياً بصواريخ من طراز “إس-300” أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر.
شمال أوكرانيا
وذكر مسؤولون محليون أن القصف الروسي في شمال أوكرانيا أدى إلى مقتل أربعة أشخاص في قريتين بمنطقة سومي قرب الحدود الروسية، وأن امرأة لقيت حتفها جراء هجوم جديد على بلدة أفدييفكا المدمرة في الشرق. وأفادت الإدارة المحلية في منطقة سومي بأن ثلاثة أشخاص قتلوا إثر سقوط قذائف في قرية زنوف – نوفوهورودسكي، وقتل رابع في قرية أخرى إلى الجنوب الشرقي.
خط المواجهة
وفي أفدييفكا، وهي بلدة تسيطر عليها أوكرانيا قرب خط المواجهة، قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون العامة “سوسبيلني” إن امرأة توفيت بعد إصابتها بجروح خطرة جراء القصف.
وكانت القوات الموالية لروسيا قد استولت على أفدييفكا، لفترة وجيزة في 2014، بعد أن سيطرت على مساحات شاسعة من الأراضي في شرق أوكرانيا، لكن القوات الأوكرانية استعادتها وأقامت تحصينات. ولا تزال في أيدي الأوكرانيين خلال الحملة الروسية البطيئة عبر شرق أوكرانيا على رغم الهجمات الشرسة، منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، ولم يبق فعلياً أي من مباني المدينة سليماً.
13 هجوماً
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في تقريرها المسائي، إنها صدت 13 هجوماً روسياً في أفدييفكا ومحيطها خلال الساعات الـ24 الماضية.
وتحدث مسؤولون عسكريون، في الأيام القليلة الماضية، عن تزايد النشاط العسكري الروسي على امتداد مسافة كبيرة من خط المواجهة الممتد لـ1000 كيلومتر عبر شرق أوكرانيا وجنوبها.
وعلى الجبهة الجنوبية، قالت المتحدثة باسم الجيش ناتاليا هومينيوك، في مؤتمر صحافي، إن القوات الأوكرانية تعمل على توسيع وجودها على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو على رغم الهجمات الروسية المكثفة.
مكاسب ميدانية
وسط هذه الأجواء، حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أن المكاسب الميدانية التي حققتها أوكرانيا خلال أكثر من عامين في مواجهة روسيا ستكون في خطر إذا لم يصادق الكونغرس على مساعدات جديدة لكييف.
وجاء موقف بلينكن خلال زيارة لواشنطن يجريها الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ لحض الكونغرس الأميركي على مواصلة دعم أوكرانيا.
صورة قاتمة
وفي واشنطن، دفع ستولتنبرغ باتجاه مواصلة دعم كييف، في حين رسم بلينكن صورة قاتمة لما قد تواجهه أوكرانيا إذا لم يصادق الكونغرس على إمدادها بمزيد من المساعدات. وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ستولتنبرغ “من دونها (المساعدات)، ببساطة، كل ما حققه الأوكرانيون وما ساعدناهم في تحقيقه سيكون في خطر”. وأضاف، “بغياب هذا الدعم الإضافي سنكون بصدد توجيه رسالة قوية وخاطئة لكل خصومنا مفادها بأننا لسنا جادين في الدفاع عن الحرية والديمقراطية”. وتابع، “هذا الأمر سيعزز لدى بوتين (فلاديمير بوتين) الاعتقاد أنه أكثر قدرة من أوكرانيا ومنا على الصمود”.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، بدوره، “سيكون مأسوياً للأوكرانيين إذا انتصر الرئيس (فلاديمير) بوتين، كما أن هذا الأمر سيجعل العالم أكثر خطورة”، وسيجعلنا جميعاً أقل أماناً. أضاف “سيشجع هذا الأمر قادة استبداديين آخرين، ليس الرئيس بوتين فحسب، بل أيضاً كوريا الشمالية وإيران والصين، على استخدام القوة”.
ومع وجود معارضة قوية للصين في صفوف مشرعين جمهوريين قال ستولتنبرغ “اليوم أوكرانيا، وغداً ربما تايوان”.
وكان ستولتنبرغ قد التقى، في وقت سابق في “البنتاغون”، وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ثم التقى، لاحقاً، في البيت الأبيض مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان.
مساعدات إضافية
وطلب الرئيس الأميركي جو بايدن من الكونغرس الموافقة على مساعدات إضافية بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا، لكن المحادثات متعثرة، إذ يشترط مشرعون جمهوريون مستاؤون من تدفق مهاجرين غير نظاميين إلى الولايات المتحدة من المكسيك، على الإدارة إجراء تعديلات كبرى على مستوى ضبط الهجرة والحدود للمصادقة على حزمة المساعدات لأوكرانيا.
تعهد بالمساعدة
على صعيد آخر، جاء في مسودة لما سيخلص له اجتماع قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي من المقرر عقده، يوم الخميس، أنهم سيؤكدون اعتزامهم مواصلة تقديم “دعم عسكري في الوقت المناسب ويمكن التنبؤ به ومستدام” لأوكرانيا. وتفيد المسودة بأن “المجلس الأوروبي يؤكد أيضاً على الحاجة الملحة للتعجيل بتوصيل الذخائر والصواريخ”.
وتترك مسودة نتائج الاجتماع الباب مفتوحاً أمام زعماء الاتحاد الأوروبي بشأن التعهد بضخ خمسة مليارات يورو إضافية في صندوق “مرفق السلام الأوروبي” الذي يهدف لجمع تبرعات وتمويل الأسلحة لأوكرانيا.
وسيكون الموضوع الرئيس المطروح في قمة الخميس في بروكسل هو السعي إلى اتفاق بشأن حزمة مساعدات مالية لأوكرانيا على مدى أربع سنوات من الآن، وقد عرقلت المجر هذا الاتفاق في قمة سابقة عُقدت في ديسمبر (كانون الأول).
المصدر: مواقع ووكالات منها نعيد النشر ونحفظ حق الناشر بالإشارة وامكانية الوصول