Spread the love

وكالة مصر الإخبارية للإعلام والأعلان | الأحد 09 يونيو 2024م

هل لا تزال تراقب أخبار القتل والتجويع في قطاع غزة؟ أم أنها أصبحت بالنسبة لك حرب كحرب روسيا في أوكرانيا تتابع فقط لتعرف مستوى التقدم الروسي في أوكرانيا وموقف الغرب والولايات المتحدة منها وآثارها الإقتصادية على العالم، ونتاجها في تغيير موازين الفوى العالمية والترتبيات والتربيطات بين الكتل العسكرية شرقاً وغرباً فقط.

وهل أصبحت مشاهد القتلى والأشلاء والدماء التي تروي الأرض أمام عينيك مشهد معتاد ولا يمثل جديداً فتغير القناة وتشاهد مسرحية أو تتفاعل بحماسة وعنفوان مع مبارايات الدوري الإنجليزي والأسباني ووتقاتل عبر مواقع التواصل الإجتماعي مع مشجعي البرسا والمدريديين، أم أنك تشعر بالجوع فتطلب موجبة سريعة من كنتاكي أو ماكدونالدز أو تريد أن تشعر بالهدوء وتذهب لأقرب محل ستاربكس لتحتسي القهوة.

هل ترى أنك طبيعي “إنسان” بصرف النظر عن قوميتك أو هويتك أو دينك “فقط إنسان” هل تراهم “القتلى والأشاء” كانوا بشرا مثلك أم أنك تراهم غير ذلك؟ لأنك لوكنت ترى أن هذه الأشلاء لإنسان مثلك كل ما يتعرض له لأنه ولد في المكان الذي تدور فيه الحرب وأنك ولدت في مكان آخر ما إجابتك لسؤال ماذا لوكان أبوي يعيشان قبل مولدي في فلسطين أو أوكرانيا، أم أنك تسأل نفسك أبدا هذا السؤال.

تمضي الشهور والحرب دائرة في قطاع غزة وهي مساحة صغيرة من العالم بل من فلسطين تمثل قرية أو ولاية صغيرة في بعض الدول حاصر فيها جيش الإحتلال بعض الفلسطينين وآخرون في الضفة الغربية خلال ما مر من سنوات أحنلوا أرضهم ويواصلون استقطاع ما تبقى لهم منها ببناء المستوطنات وتردهم منها، وكانت طوفان الأقصى “لن نتعرض هنا لما قامت به حماس يومها ليس وقت ذلك” هي القشة التي قسمت بها إسرائيل ظهر البعير نعم تريد إسرائيل هذه المرة إلا يبقى أحد بقطاع غزة من الفلسطينين ليس لتدمير القدرات العسكرية لحماس وإنما من أجل الأرض “أرض قطاع غزة” إن لم يموتوا من القنابل يموتون من الجوع وإذا لم يقتلهم ذلك كله فعليهم التفكير في الرحيل عنها والخطة واضحة والتنفيذ ممنهج.

حتى التحركات الدبلوماسية وبروفات تصوير المفاوضات واستنباط ردود الفعل والبناء عليها فيما يخدم الهدف هي سياسات ممنهجة وجيش من الدبلوماسيين بدايته في تل أبيب ونهايته في واشنطن مروراً بكل عواصم أوروبا الجميع يخدم نفس المخطط استراتيجيا وعسكريا جيش عسكري فعليا بدايته في تل أبيب ونهايته في واشنطن وكأنها حرب بالإنابة تمثل اسرائيل مقدمة هذا الجيش فقط كلما واجهة احتمالية نقص ذخيرتها كانت الطائرات والسفن الحربية تنفذ عمليات إنزال أضعاف ما حرقة ودمرت به إسرائيل قطاع غزة.

السؤال ماذا لو لم يكن حزب الله في شمال إسرائيل والحوثي على فوهة باب المندب؟

هل كانت الحرب على قطاع غزة ستستمر كل هذه الفترة، وهل كان عدد القتلى سيكون عند هذا العدد فقط بعد مايزيد عن ثمانية أشهر وهل كان العالم سيتفاعل هذا التفاعل.

الإجابة لا فوجود جبهة قتال أخرى في الشمال تربك إسرائيل وصانعيها وحماتها خاصة أنهم يدركون أن مع حزب الله ستكون هناك حرب حقيقية وليست عمليات قتل لعزل لا يملكون أي قدرات حقيقية لأن ما تقوم به المقاومة في غزة ليس حرب إنها عمليات فردية لأفراد يملكون وسائل بدائية في عالم الحروب الحديثة صنعوها بأيديهم مما اتيح لهم من خامات تصنيع ضد أفراد جيش نظامي مدعوم من أكبر صانعي التسليح الحديث في العالم وتعمل الاستخبارات وطائرات التجسس لهذه الأنظمة تحت إمرة الجيش الإسرائيلي ويجري ما يجري بالنسيق والتعاون، ولأن هذه الاستخبارات تدرك ما لدى حزب الله ومن خلفه فهم يحجمون رغبة اسرائيل في التعامل معه ويدركون أن جيش مأزوم في مواجهة نساء وأطفال طوال تسعة أشهر وبعض العناصر التي تحمل وسائل دفاع بدائية في مواجهات الطائرات والقاذفات والجنود المجهزين بأحدث الأسلحة لا يمكنه أن يحاب مجموعات أكثر تنظيما وتمتلك مسيرات وصواريخ قادرة على الوصول لأعمق نقطة أكثرها تأميننا في إسرائيل بعد افتضاح كذبة السماء المغلقة والقبة الحديدية أمام سيل الصواريخ الصغيرة ومن بعدها الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية لذلك لاتستطيع إسرائيل مهما تجاوز حرب الله حاليا خرق قواعد الإشتباك أن تبدأ حرب معه إلا إذا كان عدواناً ثلاثيا أو رباعيا أو ……. بعدد داعمي إسرائيل من القوى، لكن معضلة ذلك أن العالم تغيرت فيه موازين القوى ولم تعد أمريكا القطب الأوحد، نجح بوتين في تغيير النظام العالمي وقضى على عالم القطب الواحد وشكل مع الصين وكوريا الشمالية وآخرون في الخفاء قطباً آخر ، ولا يمكن للعالم أن يقبل بقيام حرب عالمية لإرضاء إسرائيل.

بينما يلعب الحوثي ورقة ضغط أخرى على الغرب والعالم بأثرة عبر فرض السيطرة على مضيق باب المندب رابطا ما يقوم به من عمليات عسكرية محدودة تهدد الملاحة البحرية العالميةوتربكها في ممر من أهم الممرات البحرية العالمية إذ أن مالا يقل عن ربع صادرات وواردات الدول تمر عبر هذا الممر البحري الذي يعيبه أن فوهته الضيقة أمام ناظري الحوثي وبعيدة جداً عن مرامي نيران الغرب والولايات المتحدة حتى وإن كانت حاملات الطائرات تتواجد قريبة منه لكنها ليست سوى سفن بحرية لا تعدوا أن تكون هدفا سهلا لبعض أفراد الحوثي إن أرادوا بصواريخيهم الصغيرة أن يعبثوا بها كما يعبثون بالسفن التجارية “ليس لتدميرها وما تحمل لكن لإرسال رسالة” وهو ما يربك سلاسل الأمداد العالمية في العالم بأثرة دوراً أخر في تخفيف حدة القتل والهجير في غزة إلى حين.

لكن مع التخاذل العالمي والتراجع لمنظومة القيم الدولية وانهيار ما صدعتنا به دول الغرب والولايات المتحدة من حقوق اٌنسان والقانون الدولي ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية والنظام العالمي المستقر بفضائح الدعم المباشر والمشاركة في قتل وتجويع محاصري قطاع غزة منذ النكبة حتى اليوم.

استمرار هذا التخاذل سيطيل أمد القتل في غزة حتى لا يبقى بغزة من يمكن قتله “إبادة جماعية” .

هل ستغير نوع وجبتك السريعة اليوم أم ستحتسي قهوتك في ستاربكس بعد تناول سندوتشات ماكدونالدز.

About Author

مباشر
للإطلاع على أحدث الأخبار عبر البث المباشر للمصادريمكنكم المتابعة من هنا