وكالة مصر الإخبارية للإعلام والإعلان| الخميس 19 سبتمبر 2024م
ما نعيشه اليوم من حداثة وتقدم علمي مذهل مخيف إذا ما حاولنا تصور العالم بعد مائة عام من اليوم التقنية استعبدت البشر حولتهم إلى عوالم منفصة مفتته لا رابط بين هذه العوالم حتى بين الزوج وزوجه ينذوي كل في ركن يفصل بينه وشريكه بضع سنتميترات لكن كل منهم في عالم عبر شاشة قد لا تتغدى 6 بوصات لا يشعر بما حوله يشكل فكره ويغير ثوابته ويفقده هويته وقد يخرجه عذا الجهاز الصغير من عقيدته أصبح عبداً خالصاً للجهاز وما يمده به، يكاد لا يفارقه في عمله وفراغه في لهوه وتجواله، المالكون لهذه التطبيقات والتقنيات الحديثة يوهموك أنك محاط بالسرية والخصوصية وتملك وحدك القدرة على الوصول للحساب أو التقنية وتملك القدرة كل لحظة على تغيير كلمة مرورك للحساب وتلنزم بساسية الخصوصية للمزود التي توقع عليها دون قراءة، لكن صديقي الغافل الواهم ما دامت بياناتك قابلة لإعادة التحرير والتغير فهي مسجلة لديهم في قاعدة بيانات يحرصون على صيانتها وتطويرها ويمكنهم بيعها للغير كما حدث في لبنان لمن يدفع ثمن خصوصيتك وبياناتك وصورك وفيديوهاتك وأدق أسرارك مخزنة لديهم وأنت تتباهي بأنك وحدك من يستطيع الوصول إليها أيها الغافل إنهم وجميع موظفيهم الذين يعملون على سيرفراتهم يملكونها أكثر منك بل إنهم يستطيعون حجبك أنت عن الوصول إليها.
إن المتخصصين في تقنية المعلومات والعارفين بالبرمجة والتقنيات التي تقوم على هذه البرمجيات بل حتى مدخلي البيانات في المواقع يدركون أن هذا العالم الذي يسميه العامة بالعالم الإفتراضي ليس افتراضياً بإطلاق الكلمة ما تظنه أنت افتراضي ورحب ومطلق ليس مطلقاً بل مقيداً ويتحكم فيه فئة محددة يمنحون صلاحيات تغيره وتبديله وفلترته كفرعون نريكم ما نرى تخيل أن “فيسبوك” الذي يشغلك وتكاد لا تفارقه وتتفاعل معه وتتضارب مع الأخرين تفاعلا على بوست نشر فيه وربما تدخل السجن بنشرك خبر فيه هو مجرد دومين حجزه صاحب الموقع لدى مستضيف ثم أسس عدد من الصفحات المشفرة بلغة البرمجة المتاحة حينها ونشره ومع تكالب المستخدمين عليه طوره ومع وجود تجارة تقوم عليه تحول من مجرد موقع الكتروني إلى عالم وملهاة كبرى وشركة بل وشركات واستثمار وأتباع كلما زادوا وتفاعلوا أكثر زادت أرباح المالك والمطورين، لكنه يبقى مجرد موقع كملايين المواقع التي تنشر على الشبكة العالمية صباح مساء .
هذا عن المواقع ثم تأتي التقنيات الحديثة وهي الأجهزة المرتبطة بهذه البرمجيات بدء من الطابعة وصولا لما لم نتخيله بعد من أجهزة تبدوا خادمة لنا ومساعدة على جعل حياتنا أكثر بهجة وسهولة وسعادة إننا نقدم على استخدامها فور تصنيعها دون النظر إلى ما يمكن أن تنطوي عليه من مخاطر وما يمكن أن يكون لها من أثار جانبية أو غير ذلك بل إن البعض يبالغ في هذا الشغف ويتسابقون للحصول على النسخ التجريبية والاصدارات الأولى ثم ينساق الجميع خلفهم ويصبح من لا يمتلك النسخة الأخيرة من التقنية متخلف وفقير وليس متواكبا مع العصر، تجارة رائعة لمن يمتلكون هذه المعرفة، واستعباد كبير لعقول وأموال من يجهلونها.
ربما تجعلنا الإحداث في بلد عربي مثلنا من دول العالم الثالث التي هي السوق الأكثر استهدافاً لهذه الصناعة لبنان من تفجيرات لتقنيتي البيجر والاسلكي وربما أجهزة أخرى لم تعلن لبنان عن تفجيرها بعد نستشعر الخطر ونحترس من هذه التقنيات التي تلازمنا حتى في فراشنا وإذا كان تطبيق بسيط مثل خرائط جوجل يتحرك معك لحظة بلحظة ويخبرك أنك تجاوزت مدخل الطريق ويعدل خطة الوصول مباشرة ويرى جهاز الرادار الذي ربما لم تراه أنت بعينيك المفتوحتين، فكيف لا يخالجك شك أن يستمع إلى حواراتك مع الآخرين ومع زوجتك بل كبف لا يخالجك الشك في أنه يصورك وكيف يخفى عليك أن صانعوه ربما يأمرونه بقنلك فيقتلك، لماذا الصدمة نعم يأمرونه فيقتلك عبر أن ينفجر كما يحدث في لبنان اليوم أو عبر بخ سم قاتل زرع داخله أو غير ذلك ثم إذا لم يقتلك هو فيمكنه أن يرشد قاتل إلى مكانك فيقتلك ماذا لو أراد هؤلاء أن يقتلوا الجميع في أن واحد وفي لحظة واحدة.
ما حدث في لبنان خطير ولا بد من تشريعات تحاكم هؤلاء الذين نهبوا أموالنا واستعبدوا عقولنا وأصبحوا أثرياء وزادوا فقرنا لأن القادم أخطر وأشد خطورة، لا تتركوا هذا القاتل الذكي يستعبد عقولكم ويشكل أهوائكم ويغير ثوابتكم ودققوا كما لم يفعل حزب الله اللبناني وهو في حالة الحرب مع إسرائيل منذ أكثر من إحدى عشر شهراً فكانت النتيجة مزرية وفضيحة كبرى وهزيمة نفسية كبيرة على قباداته وعناصره وستكون نتائجها خلال أيام ميدانية داخل أراضي لبنان البلد العربي خطيرة.