قراءة استباقية قد تصدق وقد تخيب – كتابات حرة
بعد اغتيال قيادات الذراع الأساسي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان في عملية اختراق أمني قاتل دون حرب عبر أجهزة البيجر واللاسلكي والخدعة الكبرى التي لعبتها الولايات المتحدة وتخالفها بوجود خطة تسوية سياسية بين اسرائيل وحزب الله وانطلت على أمين عام الحزب وتدمير الطائرات الحربية الإسرائيلية لمقر القيادة المركزي للحزب بالضاحية الجنوبية التي لم يتعلم أمينه العام وقيادات أخرى به الدرس من فداحة الاختراق والخيانة لينتهي بهم جميعاً الأمر جثث مختنقة تحت الأرض ظن نتنياهو والولايات المتحدة أن الفرصة سانحة لتدمير المشروع الإيراني والروسي بالمنطقة فكان الإختبار الأخير بضرب الحوثيين في اليمن وعندما بينت إيران أنها غير مهتمه كانت لحظات الذهو والافتخار الأمريكي الإسرائيلي بتدمير الجميع ثم الانقضاض على ايران وتدميرها كذلك وتحركات هوجاء غير مدروسة وتصريحات متعالية وغرر تلت ذلك.
لكن حسابات الأمريكان كانت خاطئة فصبر إيران لم يكن ضعفاً لكنه كان لاستكمال القدرة النووية والتأكد من أنهم قد أصبحوا دولة نووية قادرة على ممارسة الفعل النووي كاملا فقبل شهرين خرج وزير الخارجية الأمريكي يعلن أن إيران على بعد أسبوع أو أسبوعين من امتلاك السلاح النووي ولاشك أن كلامه تصريح أمريكي رسمي يستند إلى استخبارات وجواسيس ربما داخل البرنامج النووي الإيراني نفسه وصبرت إيران وهي تكتوي بنيران تدمير ذراعها الأساسي في لبنان وتعرض لاعبها الحر في اليمن لضربة قوية في ميناء الحديدة باليمن وتخوفات عناصرها الفاعلة في العراق وسوريا حتى تتمكن نووياً.
وكانت المفاجأة التي غيرت الموازين مرة أخرى لتثبيت أركان الشرق الأوسط القديم الذي كادت أمريكا واسرائيل والمنساقين التابعين في أوروبا خلال خمسة أيام فقط أن يجعلوه واقعاً جيث بينت إيران فقط مدى قدرتها دون رؤوس حربية حقيقية أو رؤوس نووية أن تصل إلى كل المواقع العسكرية واللوجستية في إسرائيل فقط بالونات نار في مقدمة مائتي صاروخ بالستي وصلت جميعها إلى أهدافها في اسرائيل، وهنا أدركت الولايات المتحدة أنها وضعت كل البيض في سلة واحدة أمام عيون وصواريخ إيران بتواجد قواعدها العسكرية الرئيسية بالمنطقة أمام إيران ووجود معظم أسطولها البحري وحاملات الطائرات والمدمرات في مرمى نيران إيران والحوثي ربما تحتاج إيران والحوثي عشر دقائق أو أقل لتدمير كل هذا الأسطول والقواعد خاصة مع رؤوس حربية حقيقية للصواريخ البالستية أو رؤوس نووية ربما وبأعداد تتخطى قدرات الدفاعات الجوية بمرات ومرات كما خدث من إغراق بالستي لسماء اسرائيل خلال أقل من عشرة دقائق.
لحظات الفخر والذهو التي عاشها نتنياهو والأمريكان والغرب لم تدم سوى 48 ساعة فقط ليتدمر كل ذلك على أيدي مقاتلي ميلشيات دعمتهم إيران بضربة استعراضية دون فعل فقط استعراض قدرات لتتخلى الولايات المتحدة فوراً عن دعم إسرائيل في مواجهة إيران وتعلن أنها لا تخطط أو تساعد من يخطط لضرب برنامج إيران النووي ايقنوا أن إيران أصبجت دولة نووية ( أو هكذا ظنوا ) تتعاون رسمياً مع دول نووية عظمى كروسيا وكوريا الشمالية وتكنولوجيا مع الصين وبهذه الضربة ولدت إيران القطب الثاني الوازن بالعالم في مواجهة هيمنة الولايات المتحدة على القرار في العالم منفردة، نسى نتنياهو الحقيقة التي قالها الذئب المتربص بكرسي رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ( دونالد ترامب ) حينما أمسك بالخريطة وقال إن إسرائيل دولة صغيرة وهي حقيقة يقرأها تاجر سكن البيت الأبيض وربما يعود خلال شهور ليسكنه لتتلبسه شخصية رئيس وزراء دولة عظمى لكن ربما ضعف الرئيس الحالي غي البيت الأبيض هو ما جعل نتنياهو يتخدث كأنه رئيس وزراء دولة تمتد من حدود الأردن شرقاً حتى أحر ولاية أمريكية غرباً وهو بذلك لا شك واهم.
ومما يندى له الجبين المسلم والعربي أن هذه الساعات ( 48 ) كشفت حقائق مخجلة لقيادات ودول بالعالم على اتساعة وبالمنطفة على ضيقها وبالعالم الإسلامي على ترامي حدوده شرقا وغرباً خدعتهم جميعاً الميديا والصناعة الالكترونية التي تجيدها الولايات المتحدة وإسرائيل فبان حقد القلوب وتبعية الهوى وصدأ الوجوه وسقطت ورقة التوت البالية عن الكثيرين ( أي عار حصدتم ).
تجربة إيران اتفقنا معها أو لم نتفق أحببناها أو كرهناها تجربة تستحق الدراسة في قطاع التصنيع العسكري العكسي لم تصل ايديهم لسلاح سلط عليهم إلا وصنعوه بأفضل مما استهدفوا به أجبروا العالم الصامت في مواجهة غزو اسرائيل لجنوب لبنان والعرب والمسلمين أن تخرج من أفواههم المخروسة كلمة ومن قبلهم جميعا الزعيمة الولايات المتحدة والتبع لها في أوروبا ليس لنصرة الحق وإنما لإيجاد طريق خروج أمن لإسرائيل.
المنطقة على صفيح ساخن الجوار في حالة سبات ونوم عميق فهل يصدق التوقع وتكون إيران قد أكملت برنامجها النووي خلال سنوات البطة العرجاء التي تحكم العالم بالبيت الأبيض وسبقت بشهر ونصف وجود قيادة أخرى غير عرجاء في البيت الأبيض، هي أيام سينكتشف بعدها صدق التوقع أم خاب وإن خاب التوقع فشرق أوسط جديد رغم أنف الجميع يكون قد تشكل تحكمه إسرائيل وتتحكم فيه بسلاح وتخطيط أمريكي، فلنواصل من مكامننا أمام شاشات التلفاز كما اعتدنا المتابعة والانتظار دون فعل أو قول فقط التصفيق أو البكاء تفاعلاً مع ما يحدث.