منطقة الشرق الأوسط التي أشعلت حرباً عالمية توشك أن “تقع” من كوريا الشمالية والجنوبية إلى الصين وتايوان بينما ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا لم تحدث من ذلك شيئ وهذا يعني أن هذا العالم بأثره يرى ما لا يراه سكان هذه المنطقة من خيرات وكنوز تستدعي الحرب والقتال.
بصواريخ بدائية ومسيرات تصنع يدوياً وخلال عام كامل في مساحة لا تتجاوز قرية في بعض الدول العربية هي قطاع غزة غرق الجيش الإسرائيلي في وحل غزة انفذ خلالها كل مخزوناته من التصنيع العسكري الإسرائيلي والأمريكي حتى اضطرت الولايات المتحدة لعدم توفر مخزونات من الصواريخ والمقذوفات الغبية والذكية إلى أن تحرك ربما غالبية اسطولها البحري وطائراتها ومدمراتها إلى حدود هذه القرية “غزة” يحاربون مجتمعين ومعهم تابعيهم من القارة العجوز التي تحولت إلى تابع مستعبد من القيادة الأمريكية نسفو بالأف من القذائف وبأحدث الطائرات الحربية في العالم والمسيرات الذكية المزودة بالذكاء الصناعي التي لا تتوقف عن متابعة وجوه سكان القطاع وفوق رؤوسهم تصب عليهم النار والقتل ولم تنجح كل هذه القوة الغاشمة رغم أنها تتحرك في قرية مدمرة من إعلان النصر على هؤلاء الذين يحاربونهم بشبشب زنوبة وبنطلون تدريب رياضي قديم بل إن هؤلاء البسطاء دمروا سمعة المنظومات الخاصة بالكيان للدفاع الجوي التي أوهموا العالم أنها أقوى منظومات الدفاع الجوي المتعدد الطبقات، حتى تعلن إسرائيل والولايات المتحدة إخراجها من النظام لعدم جدواها وادخال منظومة الدفاع الجوي الأمريكي ” ثاد ” ربما تستطيع أن تواجه صواريخ ومسيرات قرية غزة وقرى الجنوب اللبناني وجبال اليمن وطهران.
السؤال : ماذا لو حلق هدد حسن نصر الله فوق منظومة “ثاد ” الأمريكية في تل أبيب بعد تنصيبها وصور الجنود الأمريكان وهم يوجهونها نحو ايران أو لبنان لتواجه صوريخهم وماذا لو أحرقت صواريخ هؤلاء البالستية محلية التصنيع المنظومة الأمريكية الأقوى في العالم؟
هل تكون الولايات المتحدة قد خسرت الكرت الأخير وهو تميزها في التصنيع العسكري عالمياً وما موقف كل من روسيا وكوريا الشمالية والصين عند ثبوت ذلك حينما تضحي بأكبر الكروت الرابحة في يدك وسط ترقب الجميع بك تكون قد قربت بيديك نهايتك لا يعتقد أحد أن الولايات المتحدة اجبرتها اسرائيل على الدخول مرغمة في حرب لا تريدها هذا الكلام غير صحيح تماما باعتراف الرئيس الأمريكي “جوبايدن” نفسه أن التواصل 24/7 بين وزارتي الدفاع للوصول إلى التكيتيكات والخطط وتحديد الأهداف كما أن اهدار إسرائيل لكل هذه الصواريخ والمتفجرات والقذائف والمدمرات والدبابات وغيرها ليس سوى لأنها تعرف أنها تتصرف في مخزونات التسليح لاسرائيل والولايات المتحدة كوحدة لا يمكن فصلها لذلك الولايات المتحدة هي شريك أساسي وصانع قوي لهذه الفوضى التي ستعم العالم بأثره لكن النتائج النهائية ربما لن تسعد إسرائيل والولايات المتحدة ففي العسكرية بكل دول العالم التي تمتلك جيوشاً ” حينما ترفع الأيادي تتساوى الرتب” بمعنى أن إذا ضرب ضابط برتبة عميد عسكري مجند أمام زملائة ورد هذا المجند في ذات اللحظة الصفعة له ورغم عظم الفارق في الرتبة يصبحا أمام القانون العسكري فردي قوات عسكرية حدث بينهما تبادل للاعتداء هذا ما حدث أصبح الجيش الأمريكي والاسرائيلي طرف يتحارب مع أفراد بأسلحة يدوية وبدائية لمدة عام كامل الجيش الذي لا يقهر وجيش الاحتلال لم يقضوا على هؤلاء الأفراد وهم بذلك ترفي علاقة في معركة عسكرية لم تحسم بعد.
أي عار جلبته الولايات المتحدة لصورتها في العالم تفشل والغرب مجتمع في تحرير الأراضي الأوكرانية وتفشل وكل هؤلاء ومعهم إسرائيل لمدة عام كامل على حسم معركة استخدموا فيها كل امكانياتهم العسكرية في قرية اسمها قطاع غزة بعد أن دمروا كل ما فيها.
إذا نجح الهدهد في الطواف حول منظومة “ثاد” الأمريكية بعد تثبيتها في الأرض المحتلة تكون الولايات المتحدة قد خسرت كثيراً أما إذا ما عاد الهدهد لبيروت وجاء بعده صاروخ من حزب الله ( باليستي أو غير بالستي ) وضرب محيط هذه المنظومة تكون خسائر الولايات المتحدة أكبر وأكبر أما لو ردت إيران بنظام الأغراق كما حدث سابقا وتجاوزت صواريخها البالستية منظومة “ثاد” الأمريكية وضرب أهدافه أو دمر المنظومة ذاتها على الأرض تكون الولايات المتحدة قد أصبحت قطب ثانياً وتقدم عليها القطب الروسي والصيني والكوري وحدث توازن القوى العالمية الذي تحدث عنه “بوتين” حينما بدء حربه في أوكرانيا.